أفادت ولاء عبدالله صالح مؤمنة أخصائية التغذية العلاجية بمستشفى الملك فهد حول أهمية تخصيص وزارة الصحة أول أيام العام الهجري ليكون يوماً وطنياً لشرب الحليب الذي تحتفل فيه جميع مناطق المملكة بمختلف مدارسها ودوائرها الحكومية وقطاعاتها الخاصة لتؤكد جميعها على أهمية ترسيخ وتأصيل عادة شرب الحليب لدى أطفالنا في الحوار التالي: الرياض: دلال العقدة @ ما رأيك بتخصيص وزارة الصحة أول أيام العام الهجري 1430/1/1ه ليكون يوما وطنيا لشرب الحليب؟ - لقد خصصت الوزارة أول أيام العام الهجري ليكون يوماِ وطنياً لشرب الحليب ليرسخ في الأذهان فائدته ولتضاعف كمية الاستهلاك، وذلك لأهمية الحليب كعنصر أساسي في الوجبات اليومية لارتفاع محتواه من عنصر الكالسيوم والفسفور والبروتين والدهون والفيتامينات الهامة، واستهدفت بهذه الفكرة جميع أفراد المجتمع خصوصاً الأطفال. @ إلى أي مدى يساهم اليوم الوطني لشرب الحليب في مساعدة أطفالنا في بناء عظام قوية لاكتساب وتأصيل عادة شرب الحليب؟ - ترسيخ العادات السليمة في الغذاء مهمة صعبة لأنها تستهدف الأطفال وأولياء أمورهم في جميع طبقاتهم وإمكانياتهم المادية والثقافية، وتخصيص هذا اليوم فكرة سديدة وممتازة لأنها تسهل وصول الفائدة لدى المجتمع وبذلك ترسيخها لديهم (يعتبر أول أيام السنة الهجرية من أيام العيد والمناسبات الهامة لدى المسلمين، وارتباط هذا اليوم باليوم الوطني لشرب الحليب يجعل المجتمع في جميع فئاته يشعر بأهمية هذه العادة الحميدة التي تساعد في بناء العظام والأسنان القوية وتكرارها سنوياً يزيد من عمق الترسيخ لهذه العادة). @ يعتبر الحليب واللبن الغذاء الهام لبناء العظام والحفاظ عليها وعلى الخلايا العصبية والتفاعلات الحيوية بالجسم، كيف يتم ذلك؟ - لأن الحليب ومنتجاته يعتبر من أفضل المصادر في عنصر الكالسيوم الذي هو أساس تكوين العظام والأسنان والمحافظة عليها وسرعة تخثر الدم ويساعد على تحريك العضلات والأعصاب وعلى سرعة التئام العظام، كما أن عنصر الفسفور الموجود في الحليب فهو مهم أيضا لتكوين العظام والأسنان. كذلك فإن الحليب ومنتجات الألبان مصادر جيدة لفيتامين (أ) الضروري للنمو وسلامة الجلد والعظام والأسنان ومقاومة العدوى ومهم للنظر، وفيتامين (ب 1) الذي يساعد في تحويل الكربوهيدرات إلى طاقة حرارية في العضلات وفي الجهاز العصبي ويحافظ على سلامة الجهاز العصبي، وفيتامين (ب2) المهم لتحويل العناصر الغذائية الرئيسية إلى طاقة حرارية ويحتاج إليها الجسم لإنتاج الأنسجة وترميمها بالإضافة إلى العديد من الفيتامينات الأخرى. @ ما هي الأمراض التي يمكن أن نتفادى الوقوع بها لو تناولنا الكمية اللازمة من الحليب؟ - تشير الدراسات الحديثة إلى أن الحليب يقلل من الإصابة بتسويس الأسنان (إذ يعتبر الحليب والجبن من الأغذية المانعة للتسوس) ويفيد علاج سرطان القولون، وهم مهم جدا للوقاية من هشاشة العظام عندالتقدم في السن، وهو علاج مفيد للنحافة، ومن الخواص المميزة للحليب المساعدة في تقليل مفعول المواد الحارة كالتوابل عند تناولها. @ ما هي بدائل اللبن أو الحليب التي يمكن أخذها من بقية الطعام؟ - بالنسبة للوجبات الخالية من الحليب ومنتجاته فتقول القاعدة التغذوية التي تنصح بالوجبات المتزنة أنه من الصعب الحصول على الكميات الكافية لجسم الإنسان من عنصر الكالسيوم في غياب الحليب ومنتجاته من الوجبة، ولتناول وجبات متوازنة خالية من الحليب ومنتجاته يتطلب ذلك تناول كميات كبيرة من أنواع معينة من الأغذية قد لا يفضلها الأطفال مثل الأسماك أو الخضار الورقية والبروكلي والهليون والبقوليات بالإضافة إلى تناول أغذية صناعية مدعمة بالكالسيوم معها. كما أن صفار البيض النيئ والحنطة السوداء واللوبيا والفستق والعدس ودوار الشمس وبذور السمسم والسردين بعظمة والسلمون بعظمة والمأكولات البحرية والتوفو وخميرة البيرة والخوخ والمشمش والتين المجفف تعتبر مصادر جيدة للكالسيوم بديلة للحليب. ومنتجات الألبان الغنية بالكالسيوم الأكثر تقبلاً من الحليب كالزبادي (ويرفع قيمته الغذائية خلطة بالفواكه الطازجة)، واللبنة، والجبن والقشطة أو الكريمة، والآيسكريم بالحليب. @ هل تناول الحليب يفيد الكبار كما يفيد الصغار؟ وما هو العمر الذي يتم فيه بناء العظام؟ - تناول الحليب يفيد الكبار كما يفيد الصغار وذلك لأن الحليب ومنتجاته توفر نسبة عالية من البروتين والكالسيوم والفيتامينات الهامة وتعتبر مصدراً جيداً للفسفور والصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والزنك، ويشكلون الرضع والأطفال في سن ما قبل المدرسة والأطفال في سن المدرسة أهم فئة مستهدفة للعناية بتناول الكالسيوم لأن هذه المرحلة يكون تسارع نمو العظام وامتصاص الكالسيوم في أقصى مدى. @ ما هي الفيتامينات التي يحصل عليها الجسم جراء تناوله الحليب؟ - الحليب البودرة أو الحليب المجفف ما هو إلا حليب سائل قد تم تبخير معظم الماء الموجود فيه حتى يصبح على شكل مسحوق وذلك لزيادة فترة حفظه، وبمجرد إضافة الماء له فإنه يعامل معاملة الحليب الطازج، ولكن من الملاحظ اختلاف طعم الحليب المجفف عن الحليب الطازج نتيجة لتأثر الروابط الكبريتية في الحليب بدرجة الحرارة العالية الذي يتعرض لها الحليب المجفف، من ناحية أخرى قد تضاف للحليب المجفف عناصر أخرى بغرض التدعيم لذا فقد يكون أكثر احتواءً على بعض العناصر الغذائية مقارنة بالحليب الطازج.