كشف العميد ركن عبدالرزاق بن محمد بن إسماعيل المروني مدير أمن محافظة أبين اليمنية عن وجود عن 16 سعوديا ضمن عناصر تنظيم القاعدة الذين يتواجدون في مناطق جبلية شاهقة وعرة لا تصل إليها وسائل المواصلات في مثلث محافظات أبين، شبوة، ومأرب، بينهم مدرجون في قوائم المطلوبين أمنيا في المملكة واليمن. وقال إنه تم القبض على 87 من العناصر المطلوبة جنائياً ولهم دور في الإرهاب والإخلال بالأمن، وتمت إحالتهم إلى النيابة للتحقيق معهم وتقديمهم للعدالة بعد أن ثبت تورطهم في قضايا تخل بالأمن اليمني. وأشار إلى أن المعلومات المتوفرة عن مصادر تمويل التنظيم تشير إلى وصول المبالغ إليهم عن طريق الحوالات وبأسماء تجار في عمليات بيع وشراء، وذلك لصعوبة وصولها اليهم بطرق مباشرة، لافتا إلى أن التحريات مستمرة لكشف هؤلاء المتعاونين المتخفين وراء ستار التجارة لتهريب الأموال إليهم. وذكر أن عناصر تنظيم القاعدة فروا بعد الضغط الأمني عليهم إلى مناطق بعيدة ونائية عبارة عن جبال وأودية صعبة التضاريس، لافتا إلى أن التعاون المثمر من شيوخ القبائل والمواطن اليمني مع رجال الأمن كان له دور في ضرب التنظيم وإفشال مخططاته وأهدافه التي تسعى إلى الاغتيالات والتخريب ومحاربة الاستثمار باليمن. فإلى نص الحوار: هربوا إلى “لودر” • ماذا عن الوضع الأمني في محافظة أبين وأين يتواجد إرهابيو القاعدة تحديدا ؟ ** في الحقيقة الأمن في محافظة أبين ومديرياتها ولله الحمد على ما يرام وهناك مزايدة في التهويل والإخفاقات الأمنية وتخويف المستثمرين ولكن على الطبيعة والواقع كما تشاهد لا يوجد شيء من هذه المزايدات وما ينشر عبر وسائل الإعلام، وهناك من يحاول الإخلال بالأمن ونحن لهم بالمرصاد، وهؤلاء الفئة هربوا من مديرية زنجبار ومن مديرية ذعار نتيجة اليقظة الأمنية وانتقلوا إلى مديرية «لودر» في الشمال الشرقي من محافظة أبين على بعد 127 كيلومترا عن زنجبار، وقمنا بملاحقتهم ونفذت عدة عمليات برية وجوية ضد هذا التنظيم ولكنهم يتواجدون في مناطق نائية وبعيدة، وهناك بعض القبائل يلجأون إليها لحمايتها، ولكن بالمقابل هناك قبائل ومواطنون يساعدون رجال الأمن في ملاحقة هذه العناصر التخريبية والقبض عليها. يهيمون بالكهوف • وهل تتواجد عناصر التنظيم بمحافظة ابين ومديرياتها كجماعات أم كأفراد؟ ** في الواقع هم أفراد يتنقلون ويتجمعون من مختلف البلاد العربية والإسلامية وأكثرهم من الأشقاء العرب يتجمعون في قرى وجبال وأهدافهم التخريب وعرقلة الاستثمار باليمن، ومن بين أفراد التنظيم الضال من تدربوا على يد خبراء باكستانيين في اليمن، وأحبطت السلطات الأمنية مخططاتهم في ضربات استباقية واستهدفت معسكر تدريب للقاعدة بمنطقة المعجلة في السابع عشر من ديسمبر الماضي وعثرت في أوكار التنظيم على وثائق تتضمن دروسا عن تصنيع واستخدام المتفجرات، كما أن الخبراء توصلوا إلى مجموعة متفجرات وأحزمة ناسفة موادها شبيهة بالمادة المتفجرة التي وضعت في كبسولة لجهة جودتها وحجمها. 16 سعوديًا ضمن عناصر التنظيم • هل يتوفر لديكم تعدادهم؟ ** لا توجد إحصائية معروفة بتعدادهم وهم خليط من دول مصر والسعودية ويمنيين وأفارقة وكلهم يجمعهم هذا التنظيم التخريبي، لكن يتضح لنا أنهم يضمون ما لا يقل عن 16 سعوديا بينهم مدرجون في قوائم المطلوبين أمنيا في المملكة واليمن يتواجدون في مناطق جبلية شاهقة وعرة لا تصل إليها وسائل المواصلات في مثلث محافظات أبين، شبوة، ومأرب، وهم لا يستقرون في مكان محدد فنحن نرصد تنقلاتهم وتحركاتهم وعند الاقتراب منهم يتحركون بشكل منظم وفردي، وهنا تكمن المشكلة في السيطرة عليهم، فكما شاهدت المنطقة جبال وتضاريس صعبة المسالك ، لكن يقظة رجالنا جعلتهم يفرون إلى الشريط الحدود ما بين أبين وشبوة وهم في الغالب يتجهون إلى محافظة مأرب. • وماذا عن جهودكم في ملاحقتهم؟ ** نحن نستخدم كل الوسائل المتاحة سواء على مستوى امن المديرية أو امن المحافظات عن طريق الاتصال والبلاغات الدائمة ونرصد وتحركاتهم وقبل أن يقوموا بأي عملية نستبق عملياتهم ونحبطها ولله الحمد. وعمليات الملاحقة لهذه الفئة الضالة مستمرة بلا كلل ولا ملل ولا توقف، ويتم رصدهم عن طريق الجو بواسطة الطيران الحربي، وبواسطة رجال الأمن في الميدان للتعرف على مواقعهم وقصفهم، ودور القبائل في محافظة أبين هي العنصر الفعال الآن لمساندة القوة الأمنية بالمحافظة ومديرياتها. وأحب أن أقول لكم إن الأوضاع الأمنية في المحافظة مستتبة وتحت السيطرة الكاملة والأجهزة الأمنية لا تزال تواصل تعقب وملاحقة من تبقى من العناصر المطلوبة أمنياً الذين لن يفلتوا من قبضة العدالة. تعاون المواطن • وماذا عن تعاون القبائل اليمنية مع الدولة في تعقبهم ؟ ** لاشك أن المواطن اليمني له دور كبير في مساندة الأمن وفي تقديم البلاغات عنهم أولا بأول ولن تستطع أجهزة الأمن القيام بأي واجب دون تعاون المواطن فلهم دور كبير في تعقب هذه الفئة الضالة سواء سابقا أو حاليا، خصوصاً أن هناك من الإرهابيين في المحافظة عناصر خطيرة مطلوبة على مستوى دولي. تهريب الأموال عن طريق التجار • هل لديكم معلومات عن مصدر تدفق الأموال على تنظيم القاعدة ؟ ** نحن نحاول أن نكشف مصادر تدفق تلك الأموال على التنظيم، لكن ما يتوفر من معلومات يشير إلى وصول المبالغ إليهم عن طريق الحوالات وبأسماء تجار في البيع والشراء للبضائع والسلع، وترسل على أنها عمليات تجارية متداولة وسلع وتصل إليهم، وذلك لصعوبة وصولها اليهم بطرق مباشرة، ونحن نجري التحريات عن هؤلاء المتعاونين المتخفين وراء ستار التجارة لتهريب الأموال إليهم. سنطاردهم ونقبض عليهم • بعض الجهاديين يتحركون بحرية مطلقة في محافظة أبين ومديرياتها، ما هو دور السلطة في القبض عليهم؟ وهل لهم علاقة بتنظيم القاعدة؟ ** إذا رجعوا إلى رشدهم وسلموا أنفسهم فما على الدولة إلا اخذ التعهدات عليهم ووضعهم تحت المجهر، ومهما كانت هذه المنظمات وتحت أي مسمى وهدف، فنحن وراءهم بكل ما أتيحت لنا من قوة وسنضرب على أيديهم بقوة من حديد، فهؤلاء خارجون عن القانون وسوف نطاردهم ونقبض عليهم بكل الوسائل الأمنية المتاحة لنا. وقد تمكنا في محافظة أبين من القبض على أهم العناصر الخطيرة المطلوبة أمنياً المتورطة في ارتكاب عدد من الجرائم مثل القتل والتفجير والعدوان على أفراد الأمن والمنشآت الحكومية وأعمال التخريب والعنف وإشاعة الفوضى وإقلاق الأمن وغيرها من الأفعال الخارجة على القانون، وبلغ عدد من قبضنا عليهم حتى الآن 87 عنصرا متهما وذلك في كل من زنجبار وجعار والحصن وباتيس، حيث أحيلت ملفات معظمهم إلى النيابة العامة بعد استكمال التحقيقات معهم من قبل الأجهزة المختصة في البحث الجنائي تمهيداً لتقديمهم إلى المحكمة لينالوا جزاءهم.