أكد محافظا شبوة الدكتور علي حسن الأحمدي وأبين المهندس أحمد الميسري ل "الوطن" مشاركة عناصر أجنبية وسعودية من القاعدة في المواجهات التي تشهدها منطقة الحوطة بشبوة، وفقا لشهادات أدلى بها للسلطات نازحون من أهالي المنطقة، وكشفا عن وجود خطة لملاحقة عناصر القاعدة في أبين. وشككا في لجوء قيادي القاعدة الشيخ أنور العولقي، المطلوب الأول للولايات المتحدة بتهمة قيادة تنظيم القاعدة في اليمن، إلى قبيلته في شبوة، كما نفيا ما تردد عن مشاركة الطائرات الأمريكية في الحرب ضد القاعدة. محدودية القاعدة وقال محافظ شبوة الأحمدي ل "الوطن"، "إن الوضع الأمني جيد وتحت السيطرة والإرهابيين الذين نواجههم حاليا هم مجموعة من العناصر المارقة الخارجة عن الدين والأعراف لأنهم يقتلون الأبرياء ويتحصنون في مناطق مأهولة بالسكان الذين يتخذون منهم دروعا بشرية". وأشار إلى أن عدد عناصر القاعدة الذين يخوضون مواجهات مسلحة حاليا مع القوات الأمنية ليس كبيرا بل محدودا، ويتراوح بين 30 و60 شخصاً بينهم ثمانية فقط من أبناء منطقة الحوطة بشبوة والباقون من مناطق مختلفة تسللوا إليها في الغالب من منطقتي مأرب وأبين. مشاركة السعوديين وحول مشاركة أجانب من عناصر القاعدة بينهم سعوديون في الاشتباكات المتصاعدة مع القوات الأمنية، قال محافظ شبوة "الكثير من المواطنين الذين نزحوا من منطقة الاشتباكات في الحوطة أكدوا أن هناك أشخاصا من عناصر القاعدة الذين يخوضون المواجهات مع القوات الأمنية يتحدثون بلهجات أجنبية وليسوا يمنيين". وأكد أن "محصلة اليوم الأول من المواجهات المسلحة تضمنت إصابة جندي ومقتل 4 من القاعدة بينهم شخص من الحوطة معروف للسلطات والأهالي، أما الثلاثة الآخرون ربما يكونون من منطقة مأرب أو سعوديين". وأضاف أن "العديد من عناصر القاعدة المتواجدين في شبوة يأتون عن طريق التسلل من مأرب إلى شبوة وبينهم سعوديون وأجانب". سواتر بشرية وحول الوضع الحالي لعناصر القاعدة المتمركزين في منطقة الحوطة يشير المحافظ الأحمدي إلى أنهم "ليسوا متواجدين في كامل منطقة الحوطة، ولكن في حي من أحياء المنطقة وهم محاصرون حاليا والقوات الأمنية تطبق عليهم وتفرض حصاراً محكماً لاعتقالهم أو قتلهم". لكنه اعترف بوجود صعوبة في التعامل معهم كونهم يتمركزون في مواقع مأهولة بالسكان ويستغلون ذلك في شن هجمات من وقت لآخر تستهدف دوريات أمنية وعسكرية. واستطرد الأحمدي "هناك مدنيون لم يغادروا الحي المحاصر وهم بالفعل محاصرون لأن عناصر القاعدة المتمركزين في الحي تضيق تحركاتهم لتمنعهم من الخروج من الحي لتستخدمهم كساتر بشري وهم يقتحمون المنازل الآهلة بالسكان باستخدام القوة ويطلقون النيران من نوافذها". وأشار إلى أن "هناك طفلين قتلا بمواجهات اليوم الأول من أحداث الحوطة، ولكن ليس بشظايا صاروخ أطلقته طائرة حربية إنما بنيران رشاشات عناصر القاعدة". شبوة ليست ملجأ آمنا ونفى المحافظ الأحمدي أن تكون شبوة ملجأ آمناً للقاعدة، وقال "شبوة لا تعتبر ملجأ آمنا لعناصر القاعدة لأن حجم تواجدهم محدود، ومعظمهم من خارج شبوة ويتسللون عبر الحدود المشتركة التي تربط شبوة بكل من مأرب وأبين". غموض حول العولقي وحول تواجد أنور العولقي المطلوب الأول للولايات المتحدة في شبوة نفى الأحمدي صحة ذلك. وقال "ليس لدينا ما يؤكد وجوده في شبوة، مستدركا "لكن هناك احتمالات بتواجده يعززها كونه ينحدرمن إحدى أهم وأقوى قبائل شبوة، وطبيعي أن تتجه الشكوك إلى لجوئه إلى قبيلته لتأمين الحماية على الأقل". وحول ما إذا كانت هناك حملات لتقصي مكان تواجده في مناطق القبائل التي ينتمي إليها قال إن "الحملة الأمنية لا تتجه إلى أي مكان للتمشيط أو التعقب إلا إذا كانت هناك معلومات دقيقة وموثوقة عن تواجد الشخص المطلوب أمنياً". لا طائرات أمريكية ونفى المحافظ الأحمدي صحة المعلومات حول مشاركة طائرات أمريكية بلا طيار في قصف مواقع تمركز عناصر القاعدة المتواجدين في منطقة الحوطة بشبوة حاليا. وقال "هذه معلومات غير صحيحة وتفتقد المصداقية. فلا توجد طائرات أمريكية أو أجنبية تشارك في قصف مواقع تمركز عناصر القاعدة في الحوطة، وعمليات القصف تقوم بها طائرات حربية يمنية تابعة لسلاح الجو اليمني". وأشار إلى أن عدد الطائرات الحربية المشاركة في مواجهات الحوطة محدود، لا يزيد عن طائرتين أو ثلاث. ونفى الأحمدي صحة الأنباء التي تحدثت عن تلقيه تهديدا بالقتل من القاعدة، وقال "لم أتلق أي تهديد صريح من هذا القبيل، وعلى حد علمي لم يتلق أي مسؤول في السلطة المحلية ولا مدير أمن شبوة تهديداً بالقتل من قبل تنظيم القاعدة". استقرار الوضع في أبين من جهته قال محافظ أبين المهندس أحمد الميسري ل "الوطن" إن الجهود الأمنية في محافظته تسير بخطى حثيثة وفقاً للخطة الأمنية التي تم وضعها في بداية رمضان المبارك، وذلك في إطار القضاء النهائي على العناصر التي تقلق أمن وسكينة المواطنين في المحافظة ، والمتمثلة بمن يدعون القاعدة والحراك الجنوبي. وأكد أن الوضع الأمني مستقر مع التأكيد على أن العديد من تلك العناصر طليقة، وتلاحقها الأجهزة الأمنية في كل مديريات المحافظة. أساليب الحراك وأوضح الميسري ل "الوطن" أن قيادة المحافظة وأجهزتها الأمنية تقوم بدورها المسؤول في متابعة تلك العناصر للقبض عليها، مشيراً إلى أنه تم إلقاء القبض على بعضها. وفيما يتعلق بأنصار الحراك الجنوبي قال الميسري إن "ما يسمى الحراك طوروا أساليبهم فيما يخص إقلاق سكينة المواطنين وهم يرحبون بأعمال المخربين، بدليل أنهم لم يدينوا تلك الأعمال الخارجة عن القانون بما فيها أعمال تنظيم القاعدة ويكادون يباركونها، كما أنهم يستخدمون أسلوباً براجماتياً مفاده أن الدولة هي المسؤولة، وعلى المستوى الإعلامي يجدون لهذه الأعمال المبررات والأعذار". خطة متكاملة وأضاف "لدينا في المحافظة خطة متكاملة ومدروسة للتعامل مع تلك العناصر خصوصاً بعد الاستفادة من المعلومات الهامة التي أدلى ويدلي بها من يتم إلقاء القبض عليهم، والمؤشر العام أن هناك تحسناً في مستوى الأداء الأمني بعدما تلقت تلك العناصر ضربات موجعة في أكثر من موقع ومكان".