أكد مدير جامعة القصيم الدكتور خالد بن عبدالرحمن الحمودي إن ما تشهده المملكة العربية السعودية حالياً من نهضة على المستويات كافة انعكاس للجوانب الإنسانية في شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الفذة. جاء ذلك في مقال له بمناسبة الذكرى الخامسة للبيعة التي توافق السادس والعشرين من جمادى الآخرة 1431ه فيما يلي نصها: في كل لحظة من لحظات الحياة ، تنصرم فيها الساعات والأيام لتمر الأعوام عاماً بعد آخر، لتذكرنا بقيمة الوقت ولحظاته, وتقف بنا على أحداث ومناسبات مرت بنا نستعيد معها الذكرى ، ونستلهم منها العبرة بما يبعث في النفس الأمل ويجدد الهمة لنحث الخطى في طريق الحياة. في تلك الأثناء ، ومع عمق الذكريات يزداد حنين النفس لتلك الذكرى عندما ترتبط بين مجريات وأحداث مهمة استطاعت أن تغير من مسار الأمة , لعل من أبرزها ذكرى مبايعة الشعب السعودي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملكاً لهذه البلاد الطاهرة . تلك الذكرى التي تتجدد في النفوس في كل عام لتذكرنا بالمنجزات التي تمت في هذا العهد الميمون على كافة الأصعدة والمجالات التي هدفت لرقي الإنسان السعودي والعمل على إرغاد عيشه انعكس ذلك في التطور الكبير الذي تشهده بلادنا الغالية ، في مختلف الأصعدة ، ولا أدل على ذلك مما شهده حقل العلم والتعليم في هذا العهد الميمون المتمثل بالإنفاق الحكومي على تطوير مجالات التعليم بمختلف مستوياتها وتنوع تخصصاتها، كان ذلك الإنفاق الأكبر في تاريخ موازنات المملكة والذي كان من ثمراته أن تضاعف عدد المؤسسات التعليمية وخاصة مؤسسات التعليم العالي وأصبحت معه جامعاتنا بعدد مضاعف ، وبأرقى وأهم التخصصات العلمية ، التي تخدم في المجالات العامة والخاصة ، في فترة زمنية لا تتجاوز الأربع سنوات حرص فيها خادم الحرمين الشريفين أن تشمل فرص التعليم مناطق المملكة كافة، اهتماماً منه -حفظه الله- على تعميم النفع ، واشتمال الخير لأبنائه المواطنين. وقد اقترنت زيادة أعداد مؤسسات التعليم العالي، بالتوسع النوعي في التخصصات والبرامج. شمل ذلك طرح العديد من المشاريع التطويرية النوعية للتعليم العالي الهادفة إلى تأكيد جودة المخرجات المأمولة من هذا التعليم ، مما أسهم برفع الكفاءة العلمية والمهارية للعنصر البشري في تلك المؤسسات والمخرجات. ولا غرو في ذلك عندما نشاهد تحول كثير من جامعات وكليات المملكة إلى ورش عمل دوؤبة ، تسارع الوقت وتحث الخطى لكسبه ، سعياً للوصول إلى الأفضل وأملاً في تحقيق المراد. ولعل هذا الأمر نفسه أضحى ملموسا في التعليم العام ، والعمل على التوسع فيه ، مع التركيز على جودة المنتج ، وشمولية الفرص فيه . ولعله من المسلم به أن هذه النقلات النوعية الكبيرة في مسار قطار نهضة هذه البلاد المباركة ، انعكاس للجوانب الإنسانية في شخصية قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين، الذي سخر جهده ووقته لحمل همّ ورفعة الإنسان السعودي في مختلف جوانب حياته ، متخذاً من سيرة المؤسس -رحمه الله - نبراساً لهذا المنهج الذي دأبت عليه هذه القيادة الحكيمة تواتراً في ملوكها السابقين رحمهم الله ، ليتبنى ذلك من بعدهم الأبناء البررة حتى يومنا هذا. إن المتأمل لهذه الحقبة المنصرمة وما تم فيها من تقدم مقرون بسعىٍ حثيث وعزيمة صادقة لدفع عجلة تنمية هذا الوطن المعطاء ، وتنمية عنصره البشري في كافة الجوانب ، ليوقن أن القادم لهذا الوطن والمواطنين سيكون أفضل بأذن الله في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله جميعاً.