(رويترز) - اشتبكت الشرطة العسكرية مع متظاهرين في ميدان التحرير بقلب العاصمة المصرية القاهرة في ساعة مبكرة من صباح يوم الاحد في ثالث يوم من الاشتباكات التي ادت الى سقوط عشرة قتلى واصابة المئات وذلك بعد ايام فقط من اول انتخابات حرة تعيها ذاكرة معظم المصريين . وعرض التلفزيون المصري مشاهد لتقدم الشرطة العسكرية من خلف حواجزها وقتالها محتجين في الساعة الواحدة صباحا تقريبا في الميدان بؤرة الانتفاضة التي اسقطت الرئيس حسني مبارك . وقال صحفي من رويترز ان قوات الجيش طاردت في وقت سابق المحتجين الى الشوارع الجانبية وقامت بجذبهم وطرحهم على الارض وضربهم بعنف. واظهرت مشاهد للتلفزيون المحلي قيام الجنود بهدم خيام المحتجين واضرام النار فيها. واظهرت مشاهد لرويترز احد الجنود وهو يطلق طلقة على محتجين فارين على الرغم من انه لم يعرف مااذا كان يستخدم ذخيرة حية ام لا . وقدمت وسائل الاعلام الرسمية روايات متضاربة لسبب اندلاع اعمال العنف. ونقلت عن بعض الاشخاص قولهم ان شابا دخل الى مبنى البرلمان لاستعادة كرة قدم ضلت طريقها الى داخل المبنى ولكنه تعرض للضرب من قبل رجال الشرطة والحرس. وبعد عشرة اشهر من ثورة شعبية اسقطت مبارك مازالت التوترات متزايدة. واثار الحكام العسكريون الذين حلوا محله غضب بعض المصريين بامتناعهم على ما يبدو عن التخلي عن السلطة. ويؤيد اخرون المجلس الاعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر بوصفه قوة من اجل الاستقرار الذي يحتاجونه بشدة خلال عملية تحول صعبة الى الديمقراطية. وتأتي احدث عملية اراقة للدماء بعد اضطرابات قتل خلالها 42 شخصا خلال الاسبوع السابق للثامن والعشرين من نوفمبر تشرين الثاني موعد بدء انتخابات برلمانية تجرى على مراحل ظهرت فيها الاحزاب الاسلامية التي قمعت خلال عهد مبارك الذي استمر 30 عاما بوصفها الاوفر حظا للفوز. ومر التصويت في المرحلة الثانية من عملية الانتخابات سلميا يومي الاربعاء والخميس. وتجري اخر عملية اعادة لانتخابات مجلس الشعب في 11 يناير كانون الثاني .وهذه الانتخابات جزء من عملية تسليم للسلطة وعد بها الجيش للمدنيين بحلول يوليو تموز. وقال وزير الصحة فؤاد النواوي للتلفزيون المصري ان عشرة اشخاص قتلوا معظمهم يوم الجمعة او الساعات الاولى من صباح السبت كما اصيب 441 . وذكرت وسائل الاعلام الرسمية ان 200 شخص نقلوا الى المستشفيات. ومن بين القتلى عماد عفت أمين الافتاء بدار الافتاءالمصرية. وقالت زوجته نشوى عبد الفتاح لرويترز ان عفت توفى اثر اصابته بطلق ناري. وردد مئات المشيعين في جنازته امس هتافا يقول "يسقط يسقط حكم العسكر". وقال رئيس الوزراء كمال الجنزوري (78 عاما) والذي عينه المجلس الاعلى للقوات المسلحة ان 30 من قوة الحماية أمام البرلمان أصيبوا بجروح وانحى باللائمة على شبان بين المحتجين. وقال الجنزوري ان ما يحدث ليس ثورة وانما انقضاض على الثورة. وجاء هجوم الجيش على المحتجين يوم الاحد في أعقاب مناوشات بين المحتجين والجنود أتت خلالها النيران على وثائق تاريخية نادرة يعود بعضها الى أكثر من 200 عام في مبنى المجمع العلمي القريب من ميدان التحرير. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية عن مسؤول عسكري قوله ان قوات الجيش تعاملت مع بلطجية وليس محتجين بعد ان اطلق عليها النار وقنابل بنزين. ويشعر محتجو التحرير وبعض المصريين بغضب مما قالوا انه تردد الجيش في التخلي عن السلطة وصبوا جام غضبهم على المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري ووزير الدفاع لمدة عقدين خلال حكم مبارك. وابدى مصريون اخرون يتوقون للنظام عن احباطهم من هذه الاضطرابات التي تعصف بالاقتصاد. وقال محمد عبد الحليم البالغ من العمر 21 عاما والذي يدير متجرا قرب التحرير "لا نستطيع العمل ولا نستطيع الحياة .. لماذا؟ لان بعض البلطجية سيطروا على الميدان ودمروا حياتنا. هؤلاء ليسوا ثوارا." وقال مجلس استشاري مدني جديد تم تشكيله لمعاونة أعضاء المجلس العسكري انه سيعلق اجتماعاته الى ان يتوقف العنف. ودعا المجلس الى محاكمة المسؤولين وطالب الجيش بالافراج عن المعتقلين في الاضطرابات. وفي وقت لاحق أعلن عدد من أعضاء المجلس استقالاتهم منه. وانتقد السياسيون الاسلاميون والليبراليون أساليب الجيش. وقالت جماعة الاخوان المسلمين في بيان انه يجب على الجيش أن يقدم اعتذارا واضحا وسريعا عن الجريمةالتي ارتكبت.