يتبادر إلى أذهان الكثير منا بأن الثقافة هي الوجه الآخر للإطلاع بل إن الثقافة والاطلاع مرادفان لبعض في المفهوم،وهذا الشائع بين عامة الناس. لكن حقيقةً هنالك فرق كبير بين الثقافة والاطلاع. فالاطلاع بمفهومه هو القراءه فقط وقد يصل إلى الحفظ دون التحليل والتفكير فيما اطلع عليه القارئ وسأضرب لكم بعض الأمثلة : عندما تقرأ في الصحف اليوميه في شتى المجالات يزيد إطلاعك فتقرأ مثلاً في الإقتصاد عن (التضخم المالي)، وأن المشكله الإقتصاديه بسبب هذا الشيء وفي الطب مثلاً عن (عملية المنظار)، وأنها منتشره في العالم العربي وفي الفيزياء عن (النانو واستخدامه)، وانه تقنيه حديثه وفي الطقس (عن درجه الحرارة الكبرى والصغرى). لكن لو يأتي شخص ويوجه لك سؤالاً ما معنى ما تقرأه؟ ستجد أنك لا تستطيع الجواب على سؤاله! بل إن الاطلاع فقط دون التحليل والتركيب والعصف الذهني سلاح سلبي مسموم من قبل وفي زمننا هذا، فأصبح الجميع متحدثين رسميين في شتى المجالات فقد يفتي لك شخص ما بفتوى دينيه أو موضوع طبي وهو لا يعلم شيء عنه سوى انه قرأ عنه أو اطلع عليه فقد يطلع القارئ على بحث لشخص ليس لديه أمانه بحثيه ولا حياديه فيسب في جماعه أو في فرد معين دون أن يرجع إلى التحليل والبحث المنطقي والاستكشاف والتنقيب وهذا أمر خطير جدا.. وبالعكس تماماً الثقافة والتي هي تعلم أمر مهم وبه يتقدم ويرقى العقل فالمثقف لا يكتفي بالاطلاع فقط بل يبحث عن ما يطلع عليه بالمنطق والاستدلال ويهتم به ويكون الاطلاع بعد ذلك عليه سهلاً فيقرأ الموضوع وهو ملم تماماً به ويسهب فيه ويقدر على التعرف بأن هذا المقال أو الموضوع صحيح أم خاطئ ويحمي عقله وفكره من الأقلام المسمومه والأقلام العاطفية والأقلام الانتهازيةفالثقافة نمط متكامل من المعرفة البشرية والاعتقاد الذي يعتمد على القُدره على التفكير الرمزي والتعلم الاجتماعي فقيل سابقاً (تعلم شيئاً من كل شيء لتكون مثقفاً وتعلم كل شيء عن شيء واحد لتكون عالماً. وفوق كل ذي علم عليم،فكل مثقف مطلع وليس كل مطلع مثقف). . بقلم/أ. حمد ظافر العبيه صحيفة نجران نيوز الالكترونية