يعتبر التفاعل العملي والعلمي بين الجامعة من جهه والمجتمع والدوائر الحكومية من جهة أخرى من أساسيات نهضته وتنميته. عندما أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظة الله عن إنشاء جامعة بنجران كانت فرحة ألامه لاتوصف لعلمهم أن مثل هذا الصرح العلمي سيكون له انعكاس ايجابي على تنمية ونهضة وتقدم المجتمع النجراني . ولكن للأسف جامعة نجران كانت تسير عكس التيار هذا بالنسبة لنا كمواطنين حيث لاتوجد عدالة في التوظيف ولا في الآلية التي يتم بناء عليها قبول أبناء المنطقة على الوظائف المتاحة وغيرها من الأمور التي تصلنا شكاوي بشأنها . جامعة نجران بعيدة كل البعد عن المشاكل المجتمعية ولا توليها أي اهتمام وإذا كان هناك أي خطوات فلا بد أن تكون معلنه حتى يعرف المواطن مالذي يجري في أروقة هذا الصرح الذي خيب ظنه وأصبحت كل انجازاته "إن وجدت" سرية ونتائجها تخدم الجامعة نفسها دون الالتفات للمواطن وما يطمح إليه من مشاركة فعلية في حل المشاكل التي تبحث عن حل من خلال الدراسات والبحوث التي تجريها وتقوية الروابط بينها وبين المجتمع !! جامعة نجران طلعت لنا بمشكلة جديدة أثبتت أنها بعيدة كل البعد عن التقرب للمجتمع سواء عن طريق خدمة المواطن مباشرة او من خلال ماتقدمة من أبحاث وابتكارات للدوائر الحكومية ومساعدتها في حل كثير من المشاكل أو تطوير منتجات تخدم المواطن من خلال الخدمات التي تقدمها هذه الدوائر . جامعة نجران خرجت لنا قبل فترة بإعلان اعتقد انه مر مرور الكرام على الكثيرين ولم تهتم بما أعلنته وهو نتائج الدراسة التي أجراها فريق تابع ل "كرسي الأمير مشعل بن عبدالله في مجال الأمراض المستوطنة" والتي قالت أنها أثبتت وجود نسبة من التلوث البكتيري في مياه الآبار بمنطقة نجران . الاكتشاف بحد ذاته شيء جيد ويسعدنا جميعاً ، ولكن المحزن أن الدراسة أو الإعلان كان ناقصاً وزرع شيء من الرعب والذعر في أوساط المجتمع وفتح كثير من الشائعات التي انتشرت بينهم والسبب الخطأ الذي ارتكبته الجامعة بإعلانها القاصر والناقص . بعد الإعلان مباشرة نفت إدارة المياه بالمنطقة على لسان مديرها العام ما خرجت به هذه الدراسة لان الجامعة أو القائمين على الدراسة لم يكلفوا على أنفسهم ذكر أماكن تلك الآبار بل ومقدار النسب الموجودة وهذا ماطالبت به إدارة المياه . نحن بدورنا نطرح عدة أسئلة : لماذا جامعة نجران لازالت تمارس القطيعة بينها وبين المواطنين والحقت بهم الإدارات الحكومية ؟ لماذا لم تتواصل جامعة نجران بالإدارة المعنية بهذه الدراسة وتحدد الأماكن التي أخذت منها العينات حتى تقوم جهات الاختصاص بدورها في علاج المشكلة وحماية أرواح المواطنين ؟!! مالذي قامت به جامعة نجران والإدارات المعنية بها تجاه اكتشاف حمى الضنك الذي تم اكتشافه في اماكن محددة بالمنطقة ؟ وهل تواصلت مع الشؤون الصحية بالمنطقة في هذا الشأن ؟!!! جامعة نجران عليها أن تغير من خططها الخاصة بتواصلها مع المجتمع ومؤسساته وان تتخلى عن الجفاء الذي طال الجميع حتى تؤدي رسالتها السامية تجاههم وتساهم بحق وحقيقي في تنميته ونهضته وبالتالي تقدم ورقي الدولة التي نعيش على ترابها الغالي . "إلا إذا هناك من لايريد لهذا التواصل أن يتم فهذا أمر يحتاج إلى إعادة نظر"!!! مانع آل قريشة رئيس تحرير صحيفة نجران نيوز الالكترونية [email protected]