تواصلت الاشتباكات اليوم الأربعاء لليوم الخامس على التوالي بين المتظاهرين الغاضبين وقوات الأمن في الشوارع المؤدية إلى وزارة الداخلية المصرية من ميدان التحرير وسط حالة من الجدل السياسي فجرها الخطاب الذي ألقاه المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الليلة الماضية. وتواصلت الاشتباكات المتقطعة في ظل استمرار تواجد مئات المحتجين الذين يحاولون الاقتراب من مقر وزارة الداخلية ويقومون بإلقاء الحجارة على قوات الأمن المتواجدة لصد أي هجوم محتمل على المقر والتى تستخدم الطلقات المطاطية وقنابل الغاز المسيل للدموع. وفي وسط الميدان انتشرت عشرات الخيام التي أقامها المحتجون الذي أكدوا أنه ماضون في اعتصام مفتوح حتى رحيل المجلس العسكري. وتواجد في الميدان في ساعات الصباح ما لا يقل عن خمسة آلاف متظاهر تمركز معظمهم عند مدخل شارع محمد محمود حيث تتركز الاشتباكات الحامية. ويبدو أن الخطاب الذي ألقاه طنطاوي الليلة الماضية لم يجد أذنا صاغية من المتواجدين في الميدان حاليا حيث لا شعار يعلو على شعار "ارحل ارحل يا مشير". وكان طنطاوي أعلن في كلمته قبول استقالة الحكومة وتكليفها بتسيير الأعمال وأكد على إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها المقرر أن يبدأ الاثنين المقبل ، كما أعلن استعداد المجلس لقبول نتائج استفتاء شعبي حول بقاء المجلس لإدارة المرحلة الانتقالية أو انسحابه لثكناته إذا ما اقتصت الأمور. وأعلن أيضا أن الانتخابات الرئاسية ستجرى في يونيو من العام المقبل. وبعيدا عن حالة الغضب في الميدان ، تصاعد الجدل السياسي حول عرض طنطاوي اللجوء إلى الشعب في استفتاء : فرأى البعض أن الاستفتاء مضيعة للوقت خاصة وأن استحقاقات المرحلة الانتقالية على الأبواب ورأى البعض أن "رصيد المجلس العسكري نفد" ورأى آخرون أن المجلس خير ضامن للمرحلة الانتقالية خاصة مع عدم وجود بدائل واضحة توافقية. ووفقا لمصادر طبية وحقوقية ، فقد قتل ما لا يقل عن 53 شخصا وأصيب المئات منذ السبت الماضي في المواجهات أمام وزارة الداخلية وغيرها من مديريات الأمن في مختلف المحافظات.