تجددت صباح أمس المواجهات بين المتظاهرين المعتصمين بميدان التحرير وقوات الأمن رغم انخفاض ملحوظ فى أعداد المعتصمين والهدوء النسبى فى المواجهات خلال الساعات الاخيرة من الليلة قبل الماضية. فيما قدم وزير الثقافة المصري عماد الدين ابو غازي استقالته بسبب اعتراضه «على معالجة الحكومة للاحداث الاخيرة» في ميدان التحرير بالقاهرة كما افادت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الاثنين. وزير الثقافة يستقيل احتجاجا على معالجة الحكومة وقال ابو غازي انه قدم استقالته «بسبب الاعتراض على معالجة الحكومة للاحداث الاخيرة في (ميدان) التحرير» كما اضافت الوكالة، وذلك اثر المواجهات الدامية بين قوات الامن ومتظاهرين يطالبون بانهاء الحكم العسكري. واوضح الوزير انه تقدم باستقالته الى مجلس الوزراء مساء الاحد «دون رجعة». واستخدمت قوات الامن الغاز المسيل للدموع للحيلولة دون وصول المتظاهرين الذين عاودوا محاولتهم للوصول الى مقر وزارة الداخلية القريب من الميدان وهم يرددون هتافات مناهضة للمجلس العسكري الذي كان قد كلف الحكومة الليلة قبل الماضية بالحوار مع القوى السياسية لعدم تكرار احداث ميدان التحرير التي أدت الى وقوع العديد من الضحايا بين صفوف المتظاهرين وقوات الامن وتأكيد المجلس العسكري كذلك حرصه على تسليم مقاليد الدولة لسلطة مدنية منتخبة. وكانت الليلة قبل الماضية ومعظم ساعات يوم أول من امس شهدت سلسلة من مواجهات الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الامن تم خلالها استخدام الحجارة والزجاجات والقنابل المسيلة للدموع وقامت قوات الامن خلالها باخلاء وسط ميدان التحرير من المتظاهرين قبل ان تعود وتترك الميدان للتمركز كما هي الان فى الشارع الرئيسي المفضي الى وزارة الداخلية. وتجمع المتظاهرون بأعداد غير كبيرة في ميدان التحرير وان كان العدد يتزايد مع مرور الوقت فيما بقت قوات الامن بعيدة عن الميدان. وسيطر الحذر والترقب على محيط ميدان التحرير، لاسيما في المنطقة القريبة من مقر وزارة الداخلية وسط القاهرة، بسبب مناوشات متقطعة بين المتظاهرين وقوات الأمن وعمليات كر وفر مستمرة، أطلقت خلالها قوات الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين يقذفون القوات بالحجارة. وواصل المتظاهرون الاعتصام في ميدان التحرير حيث وضعوا حواجز على مداخل الميدان من جميع الاتجاهات، وكونوا لجانا من الشباب لتفتيش الداخلين إليه. وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة كلف الحكومة باتخاذ إجراءات عاجلة للوقوف على أسباب الأحداث التي شهدتها مصر خلال اليومين الماضيين والعمل على إنهائها ومنع تكرارها مستقبلا، من خلال حوار ايجابي من كافة القوي والتيارات السياسية والائتلافات الشبابية على أن ينتهي ذلك في أسرع وقت ممكن. وشدد المجلس في بيان صحفي الليلة قبل الماضية على أنه لا يسعى لاطالة الفترة الانتقالية ولن يسمح لأية جهة بعرقلة عملية التحول الديمقراطي وبناء مؤسسات الدولة في مصر. جانب من المواجهات في ميدان التحرير وأكد المجلس حرصه الشديد على تنفيذ خريطة الطريق التى سبق وتعهد بها أمام الشعب، وتسليم مقاليد الدولة إلى سلطة مدنية منتخبة بطريقة ديمقراطية ونزيهة.. وقال «إن الانتخابات البرلمانية المخطط إجراؤها الأسبوع القادم هي أول مراحل هذه العملية». من جانبه.. أكد مجلس الوزراء برئاسة الدكتور عصام شرف رئيس المجلس على الإلتزام بإجراء الانتخابات في موعدها.. لافتا إلى أن التوتر المفتعل حاليا يستهدف تأجيل الانتخابات أو إلغائها لمنع إعادة بناء مؤسسات الدولة. جاء ذلك في بيان صدر عقب اجتماع طارئ لمجلس الوزراء لبحث تداعيات الأحداث المؤسفة بميدان التحرير التي بدأت منذ عصر أمس الاول «السبت» وما صاحبها من أحداث في بعض المحافظات الأخرى. وأكد بيان مجلس الوزراء على دعمه لوزارة الداخلية بشكل كامل في إجراء الانتخابات، ومساندتها في مواجهة أعمال العنف.. كما شدد على حق المواطنين في التظاهر السلمي والتعبير عن الرأى، إلا انه رفض بشدة محاولات استغلال هذه التظاهرات لزعزعة الأمن والاستقرار وإثارة الفرقة، في وقت تحتاج فية مصر إلى الوحدة والاستقرار. واعلنت وزارة الصحة المصرية الاثنين ان حصيلة المواجهات الدائرة في البلاد منذ السبت بين المحتجين ورجال الشرطة بلغت 33 قتيلا، كما افادت وكالة انباء الشرق الاوسط. من جانبها قدَّمت الحكومة المصرية بكامل هيئتها، استقالتها إلى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير حسين طنطاوي. ونقل التلفزيون المصري، مساء الإثنين عن الناطق باسم مجلس الوزراء قوله «إن الحكومة قدمت استقالتها للمجلس العسكري، وتؤدي مهامها إلى حين البت فيها». الى ذلك أكد اللواء سعيد عباس مساعد قائد المنطقة المركزية العسكرية أن «حق الاعتصام مكفول بما لا يضر بصالح عام أو خاص». وكشف عباس عن اقتراح بتوفير قوات غير مسلحة إطلاقا لحماية المتواجدين في الميدان إذا ما شعروا بخطر، وأكد أن قوات الأمن والجيش مستمرون في تأمين مقر وزارة الداخلية وأن الاشتباكات تحدث عندما يحاول المحتجون الاقتراب من الوزارة. وقال عباس في مؤتمر صحفى عقده أمس أمام وزارة الداخلية بشارع الشيخ ريحان وسط القاهرةإن القوات المسلحة لم تنزل إلى ميدان التحرير أمس «أول من أمس» لتفض المتظاهرين ولكنها جاءت بناء على طلب وزير الداخلية اللواء منصور العيسوي وتصديقا من القائد العام لتأمين وزارة الداخلية كمؤسسة حيوية تمثل هيبة الدولة». فى الوقت نفسه دعت الجمعية الوطنية للتغيير المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى تشكيل حكومة ”إنقاذ وطني” من شخصيات وعناصر تعبر عن روح الثورة وتتمتع بصلاحيات كاملة تمكنها من المواجهة الفعالة للتحديات التى يواجهها الوطن. وطالبت الجمعية - في بيان أطلقته عبر موقعها الرسمي بعنوان «خطاب من المواطنين المصريين للمشير طنطاوي لتسليم السلطة لحكومة إنقاذ وطني» بأن يستمر المجلس العسكري - رئيساً وأعضاء - فى أداء دورهم المؤقت بالمرحلة الانتقالية وهو ممارسة مهام رئاسة الدولة . محاولات من عسكريين لتهدئة الوضع