توصل الأطباء الهنود الى طريقة جديدة للتغلب على التكلفة العالية لاختبارات المسحة التي تكشف الخلايا السرطانية المسببة لسرطان عنق الرحم وذلك عبر استخدام مادة تتوفر في كافة المطابخ المنزلية الا وهي الخل. وقالت هيئة الاذاعة البريطانية اليوم أن الاختبار الهندي أرخص وأكثر سهولة وتم تطويره بواسطة عدد من العلماء بجامعة جونز هوبكنز ومؤسسات أخرى ويعتمد على مادة توجد في مطابخ العديد من الناس. وأوضحت أن الأطباء أقاموا عيادة مؤقتة في أحد المخازن الفارغة في قرية ديرفان بولاية ماهراشترا، ووضعوا داخل العيادة ستارة تتدلى من السقف لتوفير بعض الخصوصية وكان لا يوجد كهرباء باستثناء مصباح الانارة في مقدمة العيادة، وبعدها قدمت قرابة الاثني عشر امرأة مسلمة وكانت الأولى على جدول الاختبارات، وبعدها أخذت الدكتورة آرتشانا ساونكي قطعة من القطن وأجرت بها مسحة لعنق رحم المرأة عبر استخدام سائل شفاف، وقالت بانه يجب علينا ان ننتظر قرابة الدقيقة ثم نبدأ بعدها في ملاحظة ظهور أية بقع صفراء فوق اللون الوردي الطبيعي لعنق الرحم وإذا ظهرت هذه البقع فهذا يعني وجود خلايا قبل سرطانية وهي الخلايا التي تتطور فيما بعد لتصبح سرطانا، ولكن ما ان مرت دقيقة أو اثنتين حتى زفت الدكتورة الخبر السعيد وقالت للمرأة أنت طبيعية. وأضافت عندما تكون الأخبار سيئة ويظهر الاختبار خلايا غير عادية فإن هذه الخلايا تتم إزالتها من خلال تركيز بخاخ من النيتروجين السائل شديد البرودة عليها لكيها وبهذا تنتهي المشكلة ولن يعود هناك حاجة للعودة الى رحلة العلاج. وخلصت هيئة الاذاعة البريطانية الى القول بان باتيل قد أكدت أنه مع بداية إجراء اختبارات الخل في القرى لم يكن هناك اهتمام من قبل النساء خاصة وأن الاختبار كان يتم إجراؤه مجانا، مشيرة الى إنه عند اكتشاف أعراض السرطان مبكرا فإن التعامل معه يكون أفضل، وقد استغرق هذا النجاح فترة ثماني سنوات ليحدث وكان شيئا في غاية الصعوبة وبهذا النجاح فقد أصبحت هذه الاختبارات قادرة على انقاذ حياة آلاف من النساء في الهند سنويا. الجدير بالذكر أن هذه الاختبارات يتم إجراؤها وفقا لبرنامج تجريبي بالتعاون مع مستشفى تاتا ميموريال ومستشفى والا ووكر في ديرفان حيث تعمل الدكتورة سوفارنا باتيل كمديرة طبية.