توصل فريق من العلماء البريطانيين والأمريكيين إلى تحقيق إنجاز علمي حديث للكشف عن سرطان عنق الرحم أكثر دقة من اختبار المسحة الذي يستخدم حاليا، ويعطي الاختبار الجديد نتائج دقيقة للعلامات المبكرة للمرض. وأوضح فريق البحث العلمي أنهم توصلوا إلى هذا الاختبار بعد القيام بتجارب على الآلاف من النساء، لافتين إلى أن المرأة تحتاج بعد الاختبار الجديد إلى إجراء الفحص كل خمس سنوات بدلا عن ثلاث سنوات. وأشاروا إلى أن (اختبار المسحة) يغفل ما يصل إلى ثلث حالات سرطان عنق الرحم، لكن الطريقة الجديدة تلتقط جميع الحالات تقريبا، وخلافا لاختبار المسحة الذي يستخدم للكشف عن الخلايا غير الطبيعية فإن الاختبار الجديد المعروف باسم اختبار «كوباس» قادر على الكشف عن فيروس «الورم البشري الحليمي»، (نتوء صغير من نسيج الجلد) الذي يتسبب في حدوث النمو غير الطبيعي للخلية. وأضافوا «يمكن لهذا الاختبار الكشف عن أعراض الإصابة بمرض السرطان في أوقات مبكرة وبصورة أكثر دقة، كما يمكن للمرأة أن تعرف نتيجة الفحص في اليوم الثاني من إجراء الفحص، مقارنة بطريقة المسح التي قد تستغرق خمسة أسابيع للحصول على النتيجة». خلايا سرطانية اعتبر استشاري النساء والتوليد في مستشفى الثغر في جدة الدكتور محمد يحيى قطان، أن الوصول إلى هذا الاكتشاف يساعد كثيرا في تحديد دقة تشخيصات الإصابة بخلايا سرطان عنق الرحم، بالإضافة إلى سرعة الحصول على النتائج، مبينا أن سرطان عنق الرحم يعتبر سادس أكثر السرطانات شيوعا في المملكة، حيث تظهر أعراضه على النساء من خلال إفرازات ودم يحدث قبل وبعد الدورة الشهرية أو بعد الانتهاء مباشرة من ممارسة العلاقة الزوجية، إضافة إلى الآلام التي تبدأ في المراحل المتقدمة من هذا المرض. وأضاف «ينتشر المرض بنسبة كبيرة لدى النساء ما بين عمر 40 49 عاما، ويقل تدريجيا بعد عمر ال 50، ويعتبر الأكثر شيوعا بين النساء على مستوى العالم بعد سرطان الثدي، حيث تتعرض 231 ألف امرأة في العالم للوفاة سنويا إثر إصابتهن بهذا المرض». قطان أكد أنه يتم إجراء اختبار عنق الرحم أو «المسحة المهبلية» لفحص خلايا عنق الرحم والمهبل لاكتشاف التغيرات غير الطبيعية في خلايا عنق الرحم، والتي قد تتحول إلى خلايا سرطانية، إذ لم يتم معالجتها مبكرا، ولذلك تعتبر المسحة المهبلية من أهم الإجراءات الوقائية لصحة المرأة، كما تم تطوير لقاح جديد من أجل الوقاية من الإصابة بالفيروس الذي يعرف باسم فيروس الورم الحليمي البشري، وله فعالية عالية في الوقاية من الإصابة، لذا يجب أن تأخذ الشابات اللقاح قبل الزواج والسيدات بعد الزواج، مع الإشارة إلى أن اللقاح لا يعتبر وسيلة من وسائل العلاج. الفيروس الحليمي وفي سياق متصل، أوضحت استشارية الفيروسات الدكتورة إلهام طلعت قطان، أن فيروسات الورم الحليمي البشري (HPV) هي مجموعة متنوعة من أكثر من 100 فيروس، وهي تنتقل عن طريق العلاقة الجنسية، وقد تبقى هذه الفيروسات غير نشطة لعدة سنوات قبل أن تصبح نشطة، وتبدأ بالتأثير على خلايا عنق الرحم، وفي حال لم يتم تتبع التغيرات غير الطبيعية الناتجة عن الفيروس، قد تؤدي للإصابة بسرطان عنق الرحم. وألمحت إلى أن بعض أنواع فيروس الورم الحليمي البشري يسبب دمامل جلدية حميدة أو حليمات، وهي سبب تسمية الفيروس، كما أن فيروسات الورم الحليمي المقترنة بظهور الدمامل الشائعة تنتقل عن طريق التلامس الجلدي العادي، وبالرغم من أن عددا كبيرا من أنواع الفيروس قد تسبب الثآليل التناسلية، إلا أن النوعين 6 و11 يسببان نحو 90 في المائة من الحالات (ومعظم المصابين بتلك الأنواع من الفيروس المقترنة بثآليل تناسلية يتعافون من العدوى من تلقاء أنفسهم بسرعة بدون ظهور للثآليل أو غيرها من الأعراض، وقد يكون بعض الناس ناقلين للفيروس دون أن تظهر عليهم أعراض العدوى. وشددت إلهام على ضرورة أخذ التطعيم الواقي قبل بداية الحياة الزوجية للشابات؛ تجنبا لبعض أنواع هذه الفيروسات التي قد تسبب سرطان عنق الرحم. المرتبة الثانية يشار إلى أن سرطان عنق الرحم يأتي في المرتبة الثانية لأمراض السرطان التي تصاب بها المرأة مع اكتشاف أكثر من ثلاثة آلاف حالة في كل عام، وغالبا ما يتم تشخيص المرض في وقت متأخر، لذلك فإن معدل الشفاء منه أقل بكثير من أمراض السرطان الأخرى، ويتسبب هذا المرض في وفاة نحو 1000 امرأة بريطانية في كل عام، مما يعني أن حياة ما يصل إلى 300 امرأة يمكن إنقاذها بواسطة الاختبار الجديد.