واصل آلاف النازحين الفلسطينيين، أمس العودة إلى منازلهم المدمرة، وتفقد الدمار الحاصل فيها، إثر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي استمرت أكثر من 471 يوما، وأدت إلى استشهاد 46876 فلسطينيا وتسجيل 110642 إصابة، وإلى تدمير كبير في المنازل والبنية التحتية. وفجر أمس، وبتأخير دام 7 ساعات، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 90 من الأسيرات والأسرى الفلسطينيين في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تتضمن مرحلته الأولى إطلاق سراحهم مقابل إطلاق حركة حماس سراح ثلاث محتجزات إسرائيليات. وتضم قائمة المعتقلين المفرج عنهم 69 امرأة و21 طفلا، من بينهم 76 من الضفة الغربية و14 من القدس. واحتشد مئات المواطنين وذوي المعتقلين في بلدة بيتونيا غرب رام الله، لاستقبال أبنائهم المفرج عنهم من سجن "عوفر". وحولت قوات الاحتلال المنطقة القريبة من سجن "عوفر" إلى منطقة عسكرية مغلقة ومنعت تجمع ذوي المعتقلين وأطلقت باتجاههم الأعيرة النارية وقنابل الغاز السام. وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني، بتعامل طواقمه مع إصابتين بالرصاص الحي في محيط سجن "عوفر"، وجرى نقلهما للمستشفى. وكانت سلطات الاحتلال، قد داهمت منازل أهالي المعتقلين المفرج عنهم في القدس، وهددتهم بعدم إقامة أي مظاهر فرح أو استقبال لأبنائهم. ومع دخول وقف إطلاق النار يومه الثاني، تواصلت شاحنات المساعدات الإنسانية بالدخول إلى غزة، فيما انتشر آلاف من عناصر الشرطة الفلسطينية بلباسهم الرسمي لتنظيم حركة المرور، وتأمين دخول شاحنات المساعدات. وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، إن أكثر من 630 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية دخلت قطاع غزة المحاصر، باليوم الأول لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. ورحبت منظمة الصحة العالمية بوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن والسجناء، معتبرة ذلك خطوة إلى الأمام تبث الأمل في نفوس ملايين الأشخاص الذين دمر النزاع حياتهم. ووفقا لتقديرات الأممالمتحدة، تصل التكلفة الإجمالية لإعادة بناء ما دمرته الحرب إلى أربعين مليار دولار أميركي، وحسب التقديرات نفسها، فإن كمية الأنقاض في القطاع بلغت نحو 37 مليون طن، كما أن أكثر من 70% من إجمالي المساكن في غزة تضررت أو تم تدميرها. ومنذ بدء حرب الإبادة في 7 أكتوبر 2023، نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم الإجمالي 2,4 مليون نسمة، مرة واحدة على الأقل إلى أنحاء أخرى من القطاع. الأممالمتحدة: 92% من منازل غزة دمرت أو تضررت جراء العدوان قال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "اوتشا"، إن 92% من المنازل في قطاع غزة، أي نحو 436 ألف منزل، دُمرت أو تضررت جراء العدوان الإسرائيلي، فيما نزح 90% من المواطنين عن بيوتهم. وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين الدكتور ريك بيبركورن: "إن إعلان وقف إطلاق النار يبعث الأمل، ولكن التحدي الذي ينتظرنا مذهل. وأضاف، ستكون معالجة الاحتياجات الهائلة واستعادة النظام الصحي مهمة معقدة وصعبة، بالنظر إلى حجم وتعقيد العمليات والقيود المترتبة عليها. وأكدت الأممالمتحدة أن الدمار في القطاع الفلسطيني هائل ومخيف، وأن القطاعين التعليمي والصحي تم تدميرهما بشكل شبه كامل. وبحسب آخر تقييم للأضرار أجراه مركز الأممالمتحدة للأقمار الصناعية)، فإنه حتى الأول من ديسمبر 2024 تضرر، أو دمر ما يقرب من 69% من مباني القطاع، أي ما مجموعه 170 ألفا و812 مبنى. وأحصى الباحثان الأمريكيان كوري شير وجامون فان دين هوك، استنادًا إلى تحليلات الأقمار الصناعية، ولكن باستخدام منهجية مختلفة، 172 ألفًا و15 مبنى متضررا جزئيا أو كليًا في القطاع حتى 11 يناير 2025، أي ما يعادل، 59.8% من مباني القطاع. من خلال الجمع بين بيانات مركز الأممالمتحدة للأقمار الصناعية وقاعدة بيانات أوبن ستريت ماب الدولية (البيانات التعاونية والمفتوحة) يتبيّن أن 83% من مساجد القطاع تضررت جزئيا أو كليا. مدارس غزة التي تستخدم منذ بدء الحرب كمراكز إيواء للنازحين، بما في ذلك تلك التي ترفع علم الأممالمتحدة الأزرق، دفعت ثمنا باهظا أيضا في الحرب. وحتى الأول ديسمبر، أحصت (يونيسيف) تضرّر ما لا يقلّ عن 496 مدرسة، أي ما يقرب من 88% من أصل 564 منشأة مسجّلة. ومن بين هذه المدارس 396 مدرسة أصيبت بقصف مباشر. أما فيما يتصل بشبكة الطرق، فقد بلغت نسبة الضرر حوالي 68% من إجمالي طرق القطاع، حيث تم تدمير 1190 كيلومترا وفقا ل" تحليل أولي" أجراه (UNOSAT) في 18 أغسطس الماضي. وبحسب صور التقطها مركز الأممالمتحدة للأقمار الصناعية (UNOSAT) في 26 سبتمبر 2024، فإن 68% من الأراضي الزراعية في القطاع، أي ما يعادل 103 كيلومترات مربعة، تضررت جراء الحرب. وفي محافظة شمال غزة، بلغت نسبة الأراضي الزراعية المتضرّرة 79%، وفي محافظة رفح 57%. فرق الطب الشرعي دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان للسماح الفوري وغير المشروط بدخول فرق الطب الشرعي والفحص الجنائي إلى قطاع غزة. وأكد المرصد في بيان وصل "الرياض" نسخة منه، الاثنين، أن هناك حاجة ماسة لإدخال المعدات الفنية اللازمة لدعم فرق الإنقاذ المحلية في انتشال جثامين الضحايا من تحت الأنقاض. وأوضح أن فرقنا الميدانية وثقت وجود جثامين متحللة بشكل كامل في رفح وشمالي غزة، بعد انسحاب قوات الاحتلال من تلك المناطق. وأكد أن وجود فرق طب شرعي وخبراء في الفحص الجنائي أمر ضروري للتعرف على الجثامين المتحللة والكشف عن مصير المفقودين. وبين أن التقديرات تشير إلى وجود أكثر من 11 ألف مفقود في غزة، بينهم شهداء تحت الأنقاض ومختفون قسريًا في السجون الإسرائيلية. وطالب المرصد بتوثيق حالة الجثامين كأدلة قانونية يمكن استخدامها في محاسبة مرتكبي الجرائم أمام المحاكم الدولية. وحث المحكمة الجنائية الدولية على إرسال فرق متخصصة إلى غزة لإجراء تحقيقات شاملة وجمع الأدلة بشكل مستقل. وأشار إلى أن استمرار وجود قوات الاحتلال في المناطق العسكرية المغلقة يعوق فرق الإنقاذ عن الوصول إلى الضحايا وانتشالهم. ودعا الأورومتوسطي للكشف عن المواقع التي يشتبه بأنها تحتوي على مقابر جماعية تحت إشراف خبراء دوليين لضمان حماية الأدلة. وأضاف "يجب تسريع جهود انتشال جثامين الضحايا لإتاحة الفرصة للعائلات لدفن أحبائهم بكرامة وبما يتوافق مع معتقداتهم". قوات إسرائيلية تداهم منازل المفرج عنهم وتمنع مظاهر الاحتفال إحراق منازل هاجم مئات المستوطنين، عددا من القرى والبلدات بمختلف محافظاتالضفة الغربيةالمحتلة، وأحرقوا منازلا ومركبات، ما أدى لإصابة مواطنين. وشن المستوطنون هجوما على بلدة سنجل شمال رام الله وأحرقوا منازل ومركبات، بعد إلقاء زجاجات حارقة، ما أدى لإصابة مسن. كما هاجم المستوطنون منازل أخرى ما أدى لإصابة خمسة مواطنين بينهم أطفال. وهاجم عشرات المستوطنين قرية ترمسعيا المجاورة، وحاولوا إحراق أحد المنازل إلا أن المواطنين تصدوا لهم. وأقدم مستوطنون على مهاجمة المركبات على طريق نابلس - رام الله، كما حطموا مركبات عند دوار عيون الحرامية. وشهدت مداخل قرى ديرعمار وخربثا بني حارث ورأس كركر إغلاقا من قبل الاحتلال، بعد هجوم المستوطنين عليها، حيث أقدموا على قطع الطريق عند دوار عين أيوب ومنع المواطنين من التوجه للبلدات الغربية وقاموا بمهاجمة المركبات وتحطيمها، ما أدى لإصابة شاب بجروح في الرأس. استشهاد طفل استشهد الطفل الفلسطيني أحمد رشيد شولي (15 عاما)، متأثرا بإصابته برصاص مستوطنين خلال اقتحامهم بلدة سبسطية شمال غرب نابلس، شمالي الضفة الغربية، برفقة قوات الاحتلال. وكانت جمعية "الهلال الأحمر"، قد أعلنت أن "طواقمها في نابلس تعاملت مع إصابة الطفل شولي بالرصاص الحي في الصدر خلال اقتحام البلدة، ليعلن لاحقا عن استشهاده متأثرا بإصابته". من جهة أخرى اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بلدة عزون، شرق قلقيلية شمالي الضفة الغربية. واقتحمت قوات الاحتلال البلدة من مدخلها الشمالي الرئيسي، وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الصوت، والغاز السام بشكل عشوائي، دون أن يبلغ عن إصابات. عودة النازحين