عاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني إلى تبادل الهجوم يوم الخميس ليستأنفا حملتهما الانتخابية بعد تعليقها بسبب الإعصار ساندي من أجل توصيل "الرسالة الختامية" في الجولة الأخيرة من سباق متقارب نحو البيت الأبيض. وقبل خمسة أيام على الانتخابات المقررة يوم الثلاثاء أحيا أوباما شعار "التغيير" الذي رفعه في عام 2008 وقال إنه المرشح الوحيد الذي كافح من أجله حقا. وانتقد رومني أوباما واصفا إياه بأنه عاشق للحكومات الكبيرة التي توسع البيروقراطية الاتحادية. وأعلن مايكل بلومبرج رئيس بلدية نيويورك يوم الخميس تأييده لتولي أوباما فترة ثانية مشيرا إلى سجل أوباما بشأن قضية التغير المناخي وخاصة في أعقاب الضربة التي وجهها الإعصار ساندي لمنطقة نيويورك. وقال بلومبرج أن أوباما اتخذ خطوات مهمة للحد من انبعاثات الكربون الناجمة عن استهلاك الطاقة بينما تبنى منافسه رومني مواقف سابقة اتخذها عندما كان حاكما لولاية ماساتشوستس لمكافحة التغير المناخي. وتظهر استطلاعات الرأي التي تجرى في البلاد تعادل المرشحين تقريبا في السباق الرئاسي وسيقضي أوباما ورومني الأيام الأخيرة من حملتهما في ثماني ولايات متأرجحة من شأنها أن تحدد الفائز بأصوات المجمع الانتخابي اللازمة لدخول البيت الأبيض وعددها 270 صوتا. وجعل أوباما ولاية ويسكونسن أول محطة في جولة تتضمن أربع ولايات يوم الخميس يعقد خلالها أيضا تجمعات انتخابية في نيفادا وكولورادو قبل أن يقضي الليل في أوهايو. وخطط رومني لقضاء يوم كامل في أنشطة انتخابية بولاية فرجينيا. وقال أوباما أمام حشد من 2600 شخص على مدرج للطائرات في ويسكونسن التي تمثل جزءا حيويا من استراتيجيته الانتخابية "ربما تشعرون بخيبة الأمل تجاه وتيرة التغيير لكنكم تعلمون بما أؤمن به وأين أقف." وأضاف "أعلم كيف يبدو التغيير لأنني كافحت من أجله." وكان أوباما ورومني علقا حملتهما الانتخابية لبضعة أيام في الوقت الذي ضرب فيه الإعصار ساندي الساحل الشرقي وخلف وراءه دمارا هائلا وأجبر أوباما على تحويل اهتمامه الى سبل الإغاثة من الإعصار. وأعطى هذا التعليق بعض المزايا غير المتوقعة لأوباما الذي حظى بإشادة كبيرة من الحاكم الجمهوري لولاية نيوجيرزي كريس كريستي المؤيد لرومني حيث قضى أياما في إدارة جهود الإغاثة الاتحادية في استعراض للقيادة الرئاسية أدى لتهميش رومني إلى حد كبير. غير أن المرشحين عاودا تبادل الهجمات السياسية في أول يوم من استئناف الحملة الانتخابية رغم أنهما تحدثا بنبرة أكثر إيجابية بصورة طفيفة عن المعتاد في مسعى لاستقطاب الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم ودفع أنصارهما إلى الإدلاء بأصواتهم. وتقدم أوباما بفارق ضئيل في استطلاعات الرأي في عدد من الولايات المتأرجحة الرئيسية مدفوعا في الأساس بتقدم طفيف ومتواصل في ولاية أوهايو الحيوية التي تلعب دورا حاسما في فوز أي من المرشحين وكذلك تقدمه بفارق ضئيل في ولايات ويسكونسن وايوا ونيفادا. ويعتزم أوباما زيارة أوهايو في كل يوم من الأيام الأربعة الأخيرة من حملته الانتخابية كما يخطط لجولتين أخريين لولايتي ويسكونسن وايوا. وحتى الآن لم يخطط أوباما سوى لزيارة واحدة لكل من فلوريدا وفرجينيا حيث تظهر معظم استطلاعات الرأي تقدم رومني بفارق طفيف. ومن المقرر أن يزور رومني ويسكونسن وأوهايو يوم الجمعة ونيوهامبشير وايوا وكولورادو يوم السبت. ويعتزم رومني اختتام حملته مساء الاثنين في نيوهامبشير وهي الولاية التي انطلقت منها مساعيه الانتخابية العام الماضي. وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة إبسوس لصالح رويترز ونشرت نتائجه اليوم الخميس أن السباق لا يزال متقاربا بشدة بحصول أوباما على تأييد بنسبة 47 بالمئة مقابل 46 بالمئة لرومني. وأظهرت معظم الاستطلاعات التي أجريت في البلاد نتائج مماثلة تقريبا. وكشفت سلسلة من استطلاعات الرأي في الولايات المتأرجحة تقدم أوباما بفارق ضئيل في خمس من الولايات الثماني الأشد تنافسا وهي أوهايو وويسكونسن وايوا ونيفادا ونيوهامبشير. وتشير معظم استطلاعات الرأي إلى تقدم رومني بفارق طفيف في فلوريدا بينما يتقارب المرشحان في كولورادو.