أربعة أيام ساخنة تفصل الأميركيين عن انتخابات الرئاسة بين الرئيس الديموقراطي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني، والتي قد تحسمها مصانع ولاية أوهايو وطبقتها العاملة. وادعت الحملتان بأفضلية الفوز لكل منهما، فيما عكست استطلاعات الرأي هامشاً ضيقاً بين المرشحين واستعدادات لليلة انتخابية طويلة الثلثاء المقبل. وعاود أوباما حملته الانتخابية أمس، بعد ثلاثة أيام تفرّغ فيها لمواجهة الإعصار «ساندي» الذي أسفر عن مقتل 34 شخصاً في نيويورك، وأفادت شركة «إيكات» المختصة في تقدير الأضرار، بأن أضراره في الولاياتالمتحدة قد تبلغ 50 بليون دولار. وكان أوباما جال في مروحية فوق مناطق منكوبة، قائلاً لسكانها: «نحن معكم ولن ننساكم. لن نقبل بأي بيروقراطية وسنعمل حتى تنالوا مساعدات في أسرع وقت». وكان واضحاً من محطات الرئيس، والتي شملت ولايتي نيفادا وكولورادو غرباً وويسكونسن في الوسط، على أن يتوجه إلى أوهايو غداً، حصره التركيز في الولايات التي ستحسم المعركة والتي يضيق فيها هامش الاستطلاعات مع رومني، بفارق يراوح من 5 في المئة في أوهايو، إلى التعادل أو تقدّم لرومني بنسبة نقطتين في فلوريدا. وفي السياق ذاته، تركّز حملة رومني على الولايات التسع الحاسمة، معوّلة على إقبال كبير من القاعدة الحزبية اليمينية، قد يحمل المرشح الجمهوري إلى البيت الأبيض. وأعطت استطلاعات تعادلاً بين المرشحَين على المستوى الوطني، وتأرجح كفة الولايات الحاسمة، مع أفضلية طفيفة لأوباما. وفي إطار حرب نفسية شنتها الحملتان، رجّحت كلّ منهما فوز مرشحها في الاقتراع. وتوقّع كارل روف، وهو معلّق يميني ومستشار سابق للرئيس جورج دبليو بوش، فوز رومني ب279 كلية انتخابية (مطلوب 270 للفوز). وفي مقال نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، رجّح روف أفضلية للجمهوريين في الاقتراع المبكر وفي ولاية أوهايو، واقترابهما من أوباما في بنسلفانيا وويكسونسن ومينيسوتا. وجاء الرد من الديموقراطيين على لسان مديرَي حملة أوباما، ديفيد أكسلورد وجيم ماسينا، إذ تعهد الأول «حلق شاربه» إذا فاز رومني في بنلسفانيا أو مينيسوتا، علماً أن أوباما متقدم في الولايتين بفارق لا يقل عن 5 نقاط. أما ماسينا فاعتبر أن استراتيجية رومني «خرافة»، في مقابل استراتيجية أوباما «الحسابية»، والتي تتركز على تحالف واسع من الشباب والنساء والأقليات. لكن اسم الفائز قد يتقرر في بلدات ومدن أوهايو الصناعية، مثل يونغستاون وكليفلاند وسينسيناتي. وفيما يحظى رومني بأفضلية بين الرجال البيض في الولاية، يتقدّم أوباما، بفضل سياسات اقتصادية ساعدت في انتشال قطاع السيارات من الإفلاس في الولاية. وأهدت أوهايو بوش الفوز العام 2004، وستكون مفتاح الفوز لرومني، إذا أحدث مفاجأة وانتزعها من أوباما. وسيكون للطبقة العاملة هناك كلمة الحسم، كونها الشريحة الانتخابية الأضخم والأكثر إقبالاً للتصويت. وبعيداً من أوهايو، أظهر استطلاع أعدّته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أفضلية رومني على أوباما بين الإسرائيليين، وبهامش ضخم بلغ 45 في المئة، في مقابل 29 للرئيس الديموقراطي. ويحظى رومني بصداقة عمرها أربعة عقود مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، كما تضمّ حملته وجوهاً مقرّبة من الدولة العبرية، مثل دان سينور والسفير السابق جون بولتون. وقد تساعد هذه العلاقة ومواقف رومني المتشددة إزاء إيران، في منافسة أوباما على الصوت اليهودي في الولاياتالمتحدة، وهو حاسم في فلوريدا حيث بثّت حملة المرشح الجمهوري إعلاناً جديداً يزعم أن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وقريبة للزعيم الكوبي فيدل كاسترو، سيساندان أوباما. إلى ذلك، أفاد خبراء بأن مرشحي انتخابات الرئاسة الأميركية أنفقوا نحو 6 بلايين دولار في هذه الحملة، اي بزيادة حوالى 13 في المئة عن اقتراع 2008.