اجتاح الغضب بسبب الفيلم المسيء للنبي محمد الشرق الاوسط يوم الجمعة حيث هاجم محتجون سفارات امريكية واحرقوا الاعلام الامريكية بينما سارعت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) إلى تعزيز الحراسة حول المنشآت الدبلوماسية. واثار الفيلم الذي انتج في كاليفورنيا هجوما على القنصلية الامريكية في مدينة بنغازي في شرق ليبيا اسفر عن مقتل السفير الأمريكي وثلاثة امريكيين اخرين يوم الثلاثاء الذي وافق ذكرى هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 التي شنتها القاعدة على امريكا. وفي تونس اصيب خمسة اشخاص على الاقل عندما فتحت الشرطة النار لتفريق محتجين قرب السفارة الامريكية وقال مراسل لرويترز ان حريقا كبيرا اندلع داخل مجمع السفارة. وكان متظاهرون قد قفزوا من فوق سور السفارة في وقت سابق. وقال شهود عيان ان الشرطة السودانية اطلقت الغاز المسيل للدموع على آلاف المحتجين لمنعهم من الوصول إلى السفارة الامريكية خارج الخرجوم لكن بعضهم تسلق اسوار السفارة. وسمع مراسل لرويترز اصوات اطلاق رصاص في المكان. وتزامنت موجة الغضب والاحتجاجات على الفيلم الذي يسيء للنبي محمد مع زيارة يقوم بها البابا بنديكت إلى لبنان تستمر ثلاثة ايام. وتمثل الاحتجاجات ازمة جديدة في السياسة الخارجية للرئيس الامريكي باراك اوباما قبل اقل من شهرين من الانتخابات التي يسعى فيها للفوز بفترة رئاسية ثانية كما تشكل اختبارا لعلاقات الولاياتالمتحدة مع الحكومات الديمقراطية التي صعدت إلى الحكم في دول عربية. واتضح أيضا ان ليبيا اغلقت المجال الجوي فوق مطار بنغازي مؤقتا بسبب نيران مدافع مضادة للطائرات اطلقها اسلاميون على طائرات استطلاع امريكية بدون طيار حلقت فوق المدينة بعد ان تعهد اوباما بتقديم قتلة السفير الامريكي إلى العدالة. واثار اغلاق المطار تكهنات بأن الولاياتالمتحدة تنشر قوات خاصة استعدادا لهجوم على المتشددين الذين شنوا هجوم القنصلية. وقال مسؤول ليبي ان طائرات الاستطلاع حلقت فوق مجمع السفارة وفوق المدينة والتقطت صورا وراقبت مواقع لجماعات اسلامية متشددة يعتقد انها دبرت ونفذت الهجوم على القنصلية الامريكية. وخرجت احتجاجات في الشرق الاوسط وافريقيا وآسيا. وقالت وزارة الدفاع الامريكية انها ارسلت وحدة تدخل سريع من مشاة البحرية إلى اليمن للمساعدة في تأمين السفارة الامريكية بعد اشتباكات في صنعاء. وكانت السفارات الامريكية الهدف الرئيسي لغضب المحتجين لكن معظم العاملين بالسفارات كانوا في عطلة يوم الجمعة. واندلعت الاحتجاجات بعد صلاة الجمعة . وتأجج الغضب بسبب لقطات فيديو عبر الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي وخطب لبعض الدعاة. واشتبك محتجون مع الشرطة قرب السفارة الامريكية في القاهرة. وقال واعظان إسلاميان في مصر للمصلين ان صناع الفيلم يستحقون القتل وفقا للشريعة الاسلامية لكنهما طالبا المحتجين بعدم توجيه غضبهم نحو الدبلوماسيين او غيرهم. واقتحم متظاهرون سودانيون السفارة الالمانية في الخرطوم ورفعوا فوقها علما يحمل الشهادتين بينما قتل شخص في مدينة طرابلس بشمال لبنان. واطلقت الشرطة في العاصمة السودانية الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق 5000 محتج طوقوا السفارة الالمانية والسفارة البريطانية القريبة. وقال شاهد عيان ان الشرطة كانت تقف بينما كانت الحشود تقتحم السفارة الالمانية. وذكر شهود ان المتظاهرين رفعوا رايات سوداء مكتوب عليها باللون الابيض "لا اله الا الله محمد رسول الله" وحطموا النوافذ والكاميرات والاثاث داخل المبنى قبل ان يشعلوا النار. وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله في برلين ان موظفي السفارة الألمانية بالخرطوم سالمون "حتى الان". كما أبلغ وزير الخارجية الالماني السفير السوداني في برلين بأن على السودان ان يحمي البعثات الدبلوماسية على ارضه. وكانت وزارة الخارجية السودانية قد انتقدت المانيا لسماحها باحتجاج نظمه الشهر الماضي نشطاء يمينيون رفعوا خلاله رسوما ساخرة للنبي محمد كما استنكرت منح المستشارة الالمانية انجيلا ميركل جائزة في عام 2010 للرسام الدنمركي الذي ادت رسومه المسيئة للنبي عام 2005 إلى موجة من الاحتجاجات في العالم الاسلامي. وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيانها ان المستشارة الالمانية "رحبت بهذه الاهانة للاسلام في انتهاك واضح لجميع معاني التعايش الديني والتسامح بين الاديان." واستضاف السودان متشددين بارزين في التسعينات من بينهم اسامة بن لادن لكن الحكومة السودانية سعت إلى ان تنأى بنفسها عن الاصوليين لتحسين علاقاتها بالغرب. وقال مصدر امني لبناني ان رجلا قتل في طرابلس عندما كان محتجون يحاولون اقتحام مبنى حكوميا. وكان المحتجون قد اضرموا النار في وقت سابق في مطعم أمريكي للوجبات السريعة. وقال المصدر ان 12 فردا من قوات الامن اصيبوا عندما رشقهم محتجون بالحجارة. واشتبك محتجون مع قوات الشرطة في اليمن حيث قتل شخص واصيب 15 آخرين يوم الخميس لدى اقتحام مجمع يضم السفارة الامريكية. كما شددت السفارات الامريكية وبعثات غربية اخرى في انحاء العالم الاسلامي اجراءاتها الامنية خوفا من ان يؤدي الغضب بسبب الفيلم إلى مزيد من الهجمات بعد صلاة الجمعة. وتعهد اوباما بتقديم المسؤولين عن الهجوم على القنصلية الامريكية في بنغازي إلى العدالة وارسلت الولاياتالمتحدة سفنا حربية باتجاه ليبيا حيث وصف مسؤول امريكي ذلك بانه خطوة لتوفير المرونة لأي عمليات مستقبلية. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان الادارة الامريكية لا علاقة لها بالفيلم الذي نشر على الانترنت ودعا رئيس الاركان الامريكية المشتركة قسا في فلوريدا لسحب دعمه للفيلم. ونظم الفلسطينيون مظاهرات في كل من الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة. واستخدمت الشرطة الاسرائيلية التي امتطى بعض افرادها الخيل قنابل الصوت والقوا القبض على عدد من المتظاهرين خارج القدس القديمة بينما حاول عشرات المحتجين السير نحو القنصلية الامريكية القريبة. وقال المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد "منعت الشرطة الاسرائيلية مظاهرة غير قانونية من الوصول إلى القنصلية الامريكية في القدسالشرقية واستخدمت قنابل الصوت بعد ان القيت عليها الحجارة والزجاجات." وقال شهود عيان ان بضع مئات من المحتجين في نابلس في شمال الضفة الغربية نظموا احتجاجا واحرقوا العلم الامريكي. وكانت أكبر الاحتجاجات في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس حيث شارك ما لا يقل عن 30 الف شخص في مظاهرات في أنحاء القطاع. وخرج نحو 25 الف شخص في شوارع مدينة غزة استجابة لدعوة حماس وحركة الجهاد الاسلامي ولوحوا بالاعلام الخضراء لحماس والسوداء للجهاد الإسلامي. واشعل المحتجون النار في العلمين الامريكي والاسرائيلي وفي دمية لمنتج الفيلم. واشعل محتجون في افغانستان النار في دمية للرئيس اوباما واحرقوا العلم الامريكي بعد صلاة الجمعة في اقليم ننكرهار في شرق البلاد. ووجه شيوخ القبائل في الاقليم غضبهم نحو القس الامريكي الذي يدعم الفيلم ورصدوا مكافأة قدرها مئة الف دولار لمن يقتله. واحتشد نحو عشرة آلاف شخص في داكا عاصمة بنجلادش واحرقوا الاعلام الامريكية ورددوا هتافات معادية للولايات المتحدة وطالبوا بمعاقبة المسيئين لكنهم منعوا من الاقتراب من السفارة الامريكية. ولم تقع اعمال عنف. ونظم آلاف الايرانيين احتجاجات في انحاء الجمهورية الإسلامية. كما خرجت مظاهرات في كل من ماليزيا والاردن وكينيا والبحرين وقطر وبنجلاديش وباكستان والعراق.