أزد - محمد احمد - اقتحم محتجون غاضبون من فيلم مسيء للنبي محمد السفارتين الأمريكية والالمانية في الخرطوم والسفارة الأمريكية في تونس يوم الجمعة بينما قتل شخص واحد في احتجاجات شهدتها مدينة طرابلس في شمال لبنان. واثار الفيلم الذي انتج في كاليفورنيا هجوما على القنصلية الامريكية في مدينة بنغازي في شرق ليبيا اسفر عن مقتل السفير الأمريكي وثلاثة امريكيين اخرين يوم الثلاثاء الذي وافق ذكرى هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 التي شنتها القاعدة على امريكا. كما نظمت احتجاجات ضد الفيلم يوم الجمعة في كل من مصر واليمن وافغانستان وماليزيا وبنجلاديش وباكستان ولبنان وايران والعراق. واشتبك محتجون مع قوات الشرطة بالقرب من السفارة الامريكية في القاهرة قبل احتجاجات دعت اليها جماعة الاخوان المسلمين. وقال شاهد من رويترز ان متظاهرين سودانيين تسلقوا جدران مجمع السفارة الامريكية في العاصمة السودانية الخرطوم يوم الجمعة احتجاجا على الفيلم المسيء للنبي محمد وان احد حراس السفارة اطلق طلقات تحذيرية. وقال الشاهد ان المحتجين رفعوا علما اسلاميا على مجمع السفارة الامريكية بعد اقتحامهم لجدار امني خارجي. وأضاف الشاهد ان شخصا سقط غارقا في دمائه بعد ان صدمته سيارة شرطة وان الشرطة انسحبت من المنطقة عقب الحادث بفترة وجيزة. واطلقت الشرطة السودانية في الخرطوم الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق خمسة آلاف محتج طوقوا السفارة الالمانية والسفارة البريطانية القريبة. وقال شاهد عيان من رويترز ان الشرطة كانت تقف بينما اقتحمت حشود السفارة الالمانية وذكر شهود ان المتظاهرين رفعوا رايات سوداء مكتوب عليها باللون الابيض "لا اله الا الله محمد رسول الله" وحطموا النوافذ والكاميرات والاثاث داخل المبنى واشعلوا النار. وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله في برلين ان موظفي السفارة الألمانية بالخرطوم سالمون "حتى الان". كما أبلغ وزير الخارجية الالماني السفير السوداني في برلين بأن على السودان ان يحمي البعثات الدبلوماسية على ارضه. وكان وزير الخارجية السوداني قد انتقد المانيا لسماحها باحتجاج نظمه الشهر الماضي نشطاء يمينيون رفعوا خلاله رسوما ساخرة للنبي محمد كما استنكر منح المستشارة الالمانية انجيلا ميركل جائزة في عام 2010 للرسام الدنمركي الذي ادت رسومه المسيئة للنبي عام 2005 إلى موجة من الاحتجاجات في العالم الاسلامي. ويواجه الرئيس السوداني عمر حسن البشير ضغوطا من الاسلاميين الذين يشعرون ان الحكومة تخلت عن القيم الدينية للانقلاب الاسلامي الذي قام به عام 1989. ودعت الهيئة الرسمية لعلماء المسلمين في السودان المسلمين إلى الدفاع عن النبي محمد بشكل سلمي لكن في اجتماع لاسلاميين قال بعض الزعماء انهم سينظمون مسيرات إلى سفارتي الولاياتالمتحدةوالمانيا وطالبوا بطرد السفيرين. وقال الأمين العام لمجلس الدعوة في ولاية الخرطوم صلاح الدين عوض "غدا سنخرج للدفاع عن النبي محمد ... سنفعل هذا سلميا لكن بقوة." وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيانها ان المستشارة بالالمانية "رحبت بهذه الاهانة للاسلام في انتهاك واضح لجميع معاني التعايش الديني والتسامح بين الاديان." واستضاف السودان متشددين بارزين في التسعينات من بينهم اسامة بن لادن لكن الحكومة السودانية سعت إلى ان تنأى بنفسها عن الاصوليين لتحسين علاقاتها بالغرب