كنا نستمع دائمًا للمثل ( من جد وجد ومن زرع حصد ) ولازلنا نستمع لها ونكررها إلى يومنا هذا ونسمعها لأبنائنا، ولنتعمق في مدلولها ومضمونها ومحتواها لعل كل زارع يحصد لكن ما الفرق بين الزارع الذي بذل المال والحرث والماء والسماد والعناية أي فرق نجده بينه وبين ذاك الذي زرعها ، فتارةً يسقيها وتارةً يتركها لفترات طويلة ، كما لم يسعَ للعناية بها وتسميدها كلما احتاجت لذلك ، فقد أعطاها بعض المال والقليل من السماد ثم أحس بالتعب وأهملها حتمًا سيجني لكن ما الفرق بين ما جناه هذا ومن ذكرناها أولاً الأول سيجني ثمار طيبة وناضجة ولذيذة لأشجار معمرة ، والثاني سيجني ثمار غير ناضجة لأشجار لن تدوم طويلًا وهكذا هي تربية أبنائنا ، تحتاج لنوعين من الغذاء فالجسد يحتاج للغذاء الجسدي والنفس تحتاج للغذاء النفسي فالغذاء الجسدي سهل المنال لا غنى عنه ، لكن الصعب المنال هو غذاء الروح وهو العناية والمتابعة والتربية الصالحة التي تكبر كلما كبر والتي يجب أن تكون موثقة بالتمسك بالقرآن الكريم وما ينطوي عليه من الالتزام بآداب الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ، ومن هنا نستطيع تشبيه الأبناء بالزرع فكلما أعطيتهما ريًّا وعناية باستمرار دون ملل أو تعب حتمًا سيكون الحصاد اللذيذ وما أجزمه بأن تربية الأبناء تعد الرسالة السامية لمن أبتغى أن يخلق لهذا المجتمع نفوس سامية لا تقبل أبدًا الانهزام لتيارات أرادت بها الفساد