امتدت بهم سنوات عديدة من العشرة وأشهر كثر من الصبر والإيثار والوفاء وأيام طوال من تبادل المصالح ومساكن الإيواء واحتضان الحلم والحقيقة والنوم على لحاف الفرح ولحظات الخوف وإطراف المرح وانتظار إشراقه الشمس ومنظر الغيم والانتشاء سويا بالمطر ورذاذ السحاب وتلك الورود وصفاء الندي وضحك النسيم وتلك الخدود ..!! سنوات تبادلا فيها الصمت وسكون الكلام والبوح الغاضب والحديث المباح فضلا عن لغة العيون والضحك معا في الجد والهزل في السهر والسهد والنعاس والاستغراق في المنام وسنين من الترحال والسفر والاهتمام في أوقات السقم والصحة والشفاء من المرض والمشاركة الصادقة في المنح والبذل والعطاء والبحث الجاد عن فى لقمة العيش في الحلال وتقاسم شرب الماء وطعم الملح وحبة التمر وفنجان القهوة في الصباح ..!! مضت بهما أزمنة من العمر التليد كانا فيها يجلسان مع بعضهما وينهضا يحلقان سويا ويهبطان معا في كل مكان وزاوية من حولهما يجتمعان فيهما في المجلس في الصالة في السيب وعند الأبواب والحوش وذاك السطح وسلالم الدرج حتى في الذهاب للتسوق قبل العيد والصباحات للمدارس وليالي الزواجات والفرح سنين من الإيثار والرضاء والصمت والرغبة في الاحتواء وتجاوز الهم والملل بنوع من التضحيات دونما تأفف أو كلل والمزيد من الأيام والليالي في السهر وتربية الأولاد والجلوس في البيت والاستقبال بعد العودة من رحلات السفر متناسية كل شي على مضض منها من اجل أسرتها الصغيرة ..!! لكن وماذا بعد هذه السنين من تصرفات وأفعال وتباين وردود فعل من شد وجذب وقبول وعناد ورضاء فحين يحط الطائر الأبيض مطار الشعر الحالم كالضوء يبحث ذلك الشريك عن ارض خصبة ومدينة جديدة وعن أماكن خضراء معشبة بالندى والاخضرار ورائحة التربة الطرية والحان عصافير رقراقة وجداول النهر وتدلى الأغصان اليانعة فتصبح أرضه السابقة في نظره مجرد ارض قديمه خربه لاتصلح للزرع للحرث ارض فضاء قاحلة بائسة عنوانها العطش والقفر وندره الزهر ارض مسكونة بالوجع وتجاعيد السنين ارض محروقة لاتستحق السكن أو حتى البقاء ..!! كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية*