الشاعر فاروق جويدة يقول في ديوانه (آخر ليالي الحلم): وجه جميل طاف في عيني قليلاً واستدار فأراه كالعشب المسافر في جبين الأرض يزهو في اخضرار وتمر أقدام السنين عليه.. يخبو ثم يسقط في اصفرار كم عشت أجري خلفه رغم العواصف والشواطئ والقفار هل آن للحلم المسافر أن يكف عن الدوار؟ يا سندباد العصر.. ارجع لم يعد في الحب شيء غير هذا الانتحار ارجع.. فإن الأرض شاخت والسنون الخضر يأكلها البوار ارجع.. فإن شواطئ الاحلام اضناها صراخ الموج من عفن البحار هل آن للقلب الذي عشق الرحيل بأن ينام دقيقة.. مثل الصغار؟ وجه جميل طاف في عيني قليلاً واستدار كان الوداع يطل من رأسي وفي العينين ساعات تدق وألف صوت للقطار ويلي من الوجه البريء يغوص في قلبي فيؤلمني القرار لم لا أسافر بعد أن ضاقت بي الشطآن وابتعد المزار؟ يا أيها الوجه الذي أدمى فؤادي أي شيء فيك يغريني بهذا الانتظار؟ ما زال يسكرني شعاعك رغم أن الضوء في عيني نار أجري فألمح ألف ظل في خطاي فكيف أنجو الآن من هذا الحصار؟ لم لا أسافر؟ الف أرض تحتويني.. الف متكأ.. ودار أنا لا أرى شيئاً أمامي غير اشلاء تطاردها العواصف والغبار كم ظل يخدعني بريق الصبح في عينيك كنت أبيع أيامي ويحملني الدمار.. إلى الدمار قلبي الذي علمته.. يوماً جنون العشق علمني هموم الانكسار كانت هزائمه على الأطلال تحكي قصة القلب الذي عشق الرحيل مع النهار ورأينه نجماً طريدا في سماء الكون يبحث عن مدار ياسندباد العصر عهد الحب ولى لن ترى في القفر لؤلؤة ولن تجد المحار وجه جميل.. طاف في عيني قليلا.. واستدار ومضيت أجري خلفه.. فوجدت وجهي.. في الجدار