كنت متوقع انه لا بد من انتهاء مسلسل العقيد معمر القذافي و فعلا انتهى المسلسل بحلقة أخيره مؤلمة جدا .. ما أحاول إعادة ترتيبة في ذهني فيما يحصل في البلدان العربية .. و هل كان الظلم مقتصر على حكام العرب مما يدفع بالشعب إلى الاحتجاج على النظام و إسقاط رئيس الدولة .. هل الدول الإسلامية تفتقد العدل في حكم دولها و هي دول إسلاميه برغم إن الدول التي لا تعرف الإسلام يحكمها نظام مرضي شعبها .. عدة محاور تقودني إلى حلم زارني في ليلة البارحة و رأيت في منامي بأن هناك رجل طاعن في السن كنت أجلس أمامه و كنت أسأله عما هو حاصل فيقول لي : كل دولة عربية و إسلامية تملك نقاط قوة تشكل خطرا على بعض الدول الآخرى و يرى العدو أنه من الواجب إضعافها فمصر تملك قوة عسكرية يحسب لها الحساب و ليبيا تملك النفط حيث أن دول أوربية تتملك في الوقت الراهن 80% من نفط ليبيا و قد يكون هذا بسبب الشغب الحاصل في الوقت الراهن و عدم قدرة الحكومة على السيطره بجميع زمام الأمور و سوريا داعم أساسي لحزب الله و هذا يشكل خطرا مباشر على اسرائيل فالعدو يملك وجهة نظر في تفكيك الدولة و تشتيت خططها و تقليل نسبة الخطر المتوقعة ...!! فقلت له : جميع الثورات التي حصلت كلها من رغبة الشعب جميعا و الكل يريد إسقاط الحاكم ..! فقال : يا أبني هناك عدو يبحث عن نقاط ضعف الشعب و همومهم و من هنا يتم التحفيز للظهور بالاحتجاج و بهذا سوف يسقط النظام بدون أن يشن حرب و هذا ما أسميه بالحرب الذكية .. فقلت : فماذا يريد العدو من هذه المظاهرات و لا يخاف من عزيمة الشعب بالقيام من ثورات عليه فيما بعد .. فقال : قد لا يكون الاستعمار هو الهدف الأساسي و لكن كما قلت لك سابقا إضعاف بعض القوات و تقليل نسبة الخطر و المصالح المادية من بعض الدول الآخرى ..! صحيت من المنام مرتعبا هل ما رأيته أقرب للحقيقة .. فالمظاهرات أقتصرت على دول معينة و يرى شعبها أنها بحاجة إلى الاحتجاج لسوء حكم النظام . و لكن ما تمنيته أن بأن الاحتجاج كان بأسلوب مختلف عما حصل .. فما أشاهده بأن ليس هناك أي من الثورات كانت ناجحة فبعضها انتهت بإطاحة رئيس الدولة فقط ثم عم الفساد و الشغب و الفوضى في أرجاء البلاد و منها و إلى الآن و هي تحصد حصيلة كبيره من القتلى "مجازر" أستطيع أن أقول بأنها " ضربة معلم " ..! هنا أتذكر ما قرأته في الكتاب التوباماروس" للباحث الاجتماعي الان لابروس" الذي كان يتحدث عن حركة "التوباماروس" وهي واحدة من أشهر الحركات الثورية التي حصلت بأمريكا اللاتينية على الصعيد العالمي و يقول إن جميع وسائل الإعلام كلها اتجهت إلى الأوروجواي التي كانت تضم ثلاث ملايين نسمه فقط بسبب الأعمال التي قام بها الثوار ليس كغيرهم فقط اتجهو نحو استخدام الخداع و الذكاء أكثر من اللجوء إلى العنف و حرصوا على أن يعطو سمات تربوية بيداغوجية لعملياتهم مما جعل السلطات الاستبدادية القائمة في موضع سخرية الشعب .. و في الرسالة التي وجهها المؤلف كمحصلة لما توصل إليه من دراسة التوباماروس هو أن الكفاح المسلح مبرر في حالتين : عندما يتم ذلك ضد أجانب أو ضد دكتاتورية تفرض نفسها بالقوة . أتمنى النصر للعالم الإسلامي ... كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية*