يقول الكاتب الليبي سليم نصر الرقعي: «ضحكت اليوم كثيراً في طريق عودتي للبيت من مدرسة إبني «نصر» – هنا في «شفيلد» ببريطانيا حيث أقيم - حيث وجدت امرأة عربية مختمرة تسير في الشارع ومعها أطفالها الصغار.. وفجأة أخذت ابنتها الصغيرة تهتف وتصيح بصوت عالٍ : (الشعب يريد إسقاط النظام !!) وأخذت تكررها بحماسة منقطعة النظير بقوة واعتداد!.. فقلت في نفسي : سبحان الله حتى الأطفال المولودون هنا في الغرب أصبحوا مغرمين بشعار الثورة العربية المعاصرة (الشعب يريد إسقاط النظام)!!!. فهل ما يحدث في بريطانيا اليوم من أعمال شغب هي عدوى عربية أصابت الشارع الإنجليزي أدت بشبابه إلى الخروج للتعبير عن آرائهم والمطالبة بالحرية والديموقراطية والكرامة؟ أو أن الأمر يعود، كما نحت بعض المواقع الإسلامية إلى تفسيره بأنه: «جزاءً وفاقاً - وكشف الوجه الشيطاني لأدعياء الحرية والإنسانية». فما يحدث في بريطانيا، كما تقول شبكة أنصار المجاهدين، «لا تختلف عما يدور في عالمنا العربي المتأسلم ، ويكأن الله عز وجل يبين للبشر أن هذه الأنظمة صنيعة نظام واحد (...) للسيطرة والتحكم في حياة البشر بما يحلو لصناع القرار المتمكنين من إدارة دفة هذا النظام ( عبدة الشيطان ) عبر أوليائهم «!؟ بالطبع ليس في الأمر شيئ من هذا ولا ذاك، كما أنه لا يمكن لعاقل أن يقارن ما يحدث في بريطانيا بما يحدث في بعض أجزاء من عالمنا العربي. الفرق أن في بريطانيا حكومة منتخبة ديموقراطيا من قبل الشعب .. وهي مخولة من قبله بالتعامل مع الشغب أو الخروج عن النظام في حدود الأنظمة والقوانين، فإذا خرجت عن تفويض الشعب فقدت الحكومة سلطتها واختار الشعب غيرها. وهو ما لا يملكه شارعنا العربي!! ولقد أعجبني ما كتبه صبحي زعيتر في جريدة الوطن (2011-08-10) الذي أرجع ما يحدث في بريطانيا من أعمال تصفها الحكومة بأعمال شغب ، ويصفها المشاغبون بأنها حق مكتسب لهم، إلى أنه "نتاج الأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم الغربي مع الانهيار المالي والعقاري الذي شهدته الولاياتالمتحدة قبل وصول الرئيس باراك أوباما إلى السلطة بعدة أشهر. وانعكاسات ما يجري في لندن وبعض المدن البريطانية الأخرى سيكون حادا على بلدان أوروبية كثيرة، أصابتها نيران الأزمة، وهو ما شهدناه في اليونان وإسبانيا والبرتغال، وستنتقل إلى بلدان أخرى، طالما أن المرض يصيب القلب، أي الولاياتالمتحدةالأمريكية". ويحذر الكاتب من "إننا قادمون على أزمات، سببها في كل المحطات شهية الحروب المفتوحة لدى الدول الغربية". كما أنه وفي ظل ما يجري من أحداث في العالم والعالم العربي فإن الولاياتالمتحدة "تحضر لحروب جديدة لإنقاذ اقتصادها، وستشرك بعض الدول المتعثرة في عمليات حفظ الأمن في بعض بؤر التوتر التي ستخلقها. (وهي حروب) تستدعي سلاحا وذخيرة وعتادا، وهي كفيلة بتحريك عجلة الاقتصاد الأميركي". [email protected]
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain