عندما قامت وزارة التربية والتعليم قبل ستة شهور بالتغييرات لبعض منسوبيها والتي تهدف إلى تحسين الأداء شكرناهم على ذلك لكن تبين لنا بعد ذلك أن هذه مجرد لعبة شطرنج فقط وما قامت به لا يعدوا كونه تغييرا لمواقع الجنود فقط رغم معرفتها مسبقا أنها لا تستطيع أن تستبدل القلعة بالفيل وبالتالي ما قام به هؤلاء الجنود لن يكون مختلفا عن السابق ولن يختلف كثيرا في الإدارات الجديدة . تصيبك الحيرة والدهشة معا عندما تشاهد تجمعات إخواننا المعلمين أمام مبنى الوزارة وهم يطالبون في ابسط حقوقهم في البحث عن حياة كريمه حتى أن البعض هدد بالانتحار أمام مبنى الوزارة خاصة من مضى على تخرجه أكثر من أربع سنوات وهو على لائحة الانتظار لكن الوزارة مازالت تخلق أعذارا معلبه وعندما تطالع هذه الأعذار تجدها مسح للسبورة فقط سواء اختبار القياس أو غيرها وبالتالي عندما يتقدم للاختبار خمسة ألاف معلّم يجتاز ألف منهم فقط , لأعرف لماذا هذا الاختبار طالما أننا نحن من قام بإنشاء هذه الكليات ونحن من قام باعتماد المناهج لهذه الكليات لكن هذا يطرح سؤلا غريبا هل انتم واثقون من مقرراتكم الدراسية قبل كل شي ؟ . ذكر المتحدث الرسمي للوزارة أن اختبار القياس شرط من شروط الوزارة للتعيين وهذا يصب في مصلحة الطالب والطالبة لاختلاف على ذلك لكن أليس هذا المتقدم يحمل شهادة معترف بها لديكم ولماذا لا تعالج نقاط الضعف لدى هؤلاء بمنحهم دورات تقويه داخليه أو حتى خارجية كي لا نزيد سوق الخضار تكدسا على تكدس وهل المتحدث باسم الوزارة خضع لاختبار قياس كي لا نلومه فيما قال .....لاعتقد ذلك . أليس هذا يجعلنا نتساءل عن قوة تعليمنا ومناهجنا الدراسية والتي لا تؤهل أبناءنا حتى بعد التخرج إلا باختبار قياس , لكن لماذا نقدس هذه المناهج الغير قادرة على خدمة أبناء جلدتها وهل ننظم للمشككين في قوة تعليمنا سواء بالداخل أو بالخارج ولماذا نجعل أبناءنا سجناء هذه المقررات والتي لاتسمن ولا تغني من جوع طالما أنها لا تواكب متطلبات القرن الواحد والعشرين حتى أصبح الطالب ينهي المرحلة فقط للحصول على ورقة التخرج دون التطلع للحياة المقدم عليها , هل نحن من ساهم في قتل روح الموهبة والإبداع لدى أبناءنا وتركنا أفكارهم مشتته بين مواد أحفظ وانجح وبين ما نشاهده على ارض الواقع ولا اعرف حتى الآن لماذا نحشو أبناءنا بهذه المواد والتي تنتهي العلاقة بين الطالب والمادة بمجرد أخر سطر من الامتحان النهائي . الغريب بالأمر أن بعض جامعاتنا يضعون سنة تحضيريه ومعظم موادها المقررة باللغة الانجليزية بينما المراحل الدراسية لدينا تفتقر إلى هذه المادة وان وجدت تجدها متواضعة وحصة واحده بالأسبوع بينما يطالبون أبناءنا باجتياز هذه ألسنه فعلا غريب هذا التناقض ولا أجد له تفسيرا إلا كما قال احد الطلاب واصفا هذه السنة التحضيرية بالسنة التعجيزيه . في بعض الدول والتي سبقتنا تقدما تستطيع أن تختار التخصص الذي تطمح أن تحدد حياتك المستقبلية به حتى وان كانت النسبة لديك لا تتعدى ستون بالمائة , لكن لماذا نحن نتحكم حتى بأبسط حقوق أبناءنا ونحدد مستقبلهم ونسلب حقهم بالاختيار طالما أننا نضع اختبارات قياس سواء للمعلم أو للطالب أليس هذا دليلا على عدم ثقتنا بمناهجنا التعليمية , إذا لا ألوم العالم عندما ينظر إلينا بمنظار التخلف .........تحياتي . سعود الفوزان إخبارية حائل