ويبدو أن هذه الخطة وجدت مكتبا من المكاتب ودخلت في سبات عميق من غير أن يزعجها أحد بالمضي بعيدا، وهي الخطة التي نذرت نفسها لاجتثاث الفقر بخلق الوسائل المؤدية إلى اعتدال كفة ميزان الدخول مع الاحتياجات الضرورية.. ولأن الخطة تحمل هدفا ساميا لا بد من البحث عنها وإعادتها إلى الوجود بمطالبة وزارة الشؤون الاجتماعية بنشر ما تم تحقيقه على أرض الواقع بشكل دوري، وما سوف يتم التوصل إليه مع إظهار الأرقام والمشاريع المنفذة في هذا الاتجاه. ونحن نتفق بأن اجتثاث الفقر لا يعني الصرف، بل يعني الانتاج سيرا على قاعدة (لا تعطيه سمكة بل علمه الصيد)، إلا أن المتابع لهذا المشروع العظيم يرى موات الفكرة بتباطئها ونسيانها مع مرور الوقت أو الانشغال عنها بأفكار أخرى، بحجة التطوير أو ظهور مستجدات تغير من التوجه.. وهذا ما نلحظه كثيرا، فهناك عشرات الأفكار الرائدة تموت قبل أن تصل إلى هدفها، كون من أسندت إليه الفكرة يتقاعس أو يدخل تلك الفكرة إلى مرحلة التجميد والاحتضار بفعل الزمن. ماذا فعلت الأموال التي خصصت لمشروع اجتثاث الفقر؟ وما الذي تحقق، وما الذي سوف يتحقق. فهل أنشئت المصانع والمساكن والمشافي لتعلم الصيد؟ انظروا إلى الخير العميم الذي تزخر به البلاد (نشرت صحيفة الشرق الأوسط يوم الخميس الماضي أن مصلحة الزكاة والدخل السعودية حققت أكبر مستحصلات من الزكاة في تاريخها، حيث بلغت (7.8 مليار ريال)؛ وذلك فقط خلال الشهور الثمانية الأولى من العام الحالي، وأكد إبراهيم بن محمد الفالح مدير عام مصلحة الزكاة والدخل أن هذا يمثل جباية زكاة عروض التجارة، مشيرا إلى أن هذه القيمة هي أكبر من جباية زكاة العام الماضي بأكمله البالغة (6.7 مليار ريال)، وأضاف أن المصلحة تقوم بتحويل جميع المبالغ الزكوية إلى حساب مخصص في مؤسسة النقد للصرف منه على مستحقي الضمان الاجتماعي). هل رأيتم ثمانية مليارات هي زكاة ثمانية أشهر في جانب واحد فقط من عروض الزكاة، فلو أضيف لهذه الزكاة بقية عروض الزكاة مع ميزانية اجتثاث الفقر فلربما تصل الأموال المجتمعة (في السنة الواحدة) إلى ما يقارب العشرين مليارا، ومع وجود مثل هذا المبلغ في كل سنة هل يعقل أن نجد فقيرا واحدا.؟ ومع وجود كل هذه الأموال تصبح الأسئلة كالتالي: أين المشكلة، هل هي في التوزيع، أم في عدم اختيار المشاريع المنتجة، أم في التقاعس الإداري.. أين المشكلة؟؟ وأين المشكلة؟.. هو السؤال الذي يجب الإجابة عليه بشفافية. عبده خال صحيفة عكاظ