الحوار..كلمة لها اشتقاقات كثيرة في لغتنا العربية, فهي تعني عند بنو عمومتي البدو بمعني الحْوار: صغير الناقة!,وتأتي احياناً بفتحة عبيطة على الحاء (الحَوار) أي جمع حار وحار وحار, كالفلفل والليمون!,والعباطة ليست وقفاً على (الحركات) فللحروف عباطتها أيضاً, فأحياناً تقفز نقطة رشيقة و(توكّر) فوق الحاء -أكرمكم الله- عن المعني وليس الحوار, وتأتي(الحواريون) ثم ننسى ال(يون) ويبقى (القعود) بدون وسم!واحياناً تأتي النقطة خجولة وتندسّ تحت الحرف-الحاء ماغيره- فنكون بجانب الحوار وهي المرة الوحيدة التي نقترب فيها من معنى الكلمة المقصود! ونبقى هكذا (تكتب هاكذا بالنت)أكثر شعوب الأرض كلاماً واقلهم حواراً,لهذا أصبح لدينا (مركز للحوار)! والاشكالية ان المركز يحاور بطريقة الاطراف,وبنطرة خاطفة على برامج الحوار في تلفزيوناتنا العربية المليئة بحوارات المثقفين نجد أن الحوار الذي يدعون إليه ويتبنونه عبارة عن مبارزة لغوية لابد فيها من منتّصر, وكأنها بطريقة خروج المغلوب,ولكي لانغضب الرياضيين وشيخهم حماد الحربي نقول (بخروج المغلول) ,فالجميع ينادي بأعلى هدوءه بالحوار,لكن عند اول رأي مخالف يتحول الحوار الوديع الى(هرش) يرغي ويزبد و(تطلع عينه هااطووول)! فشيخ علم يرد على إعلامية في لقاء فضائي بقوله( انا ولد حمولة),ورئيس تحرير جريدة كبيرة يقاطع احد المتداخلين ويستخف بكلامه(ونتا وشّ عرّفك)!,ومسؤول كبير جداً جداً جداً يتصل ببرنامج مباشر ليسأل المتكلم (أنت من سمح لك تتكلم بهالموضوع)!,علماً ان الموضوع لايمسّ امن البلاد ولا أمنها القومي,كل مافي الأمر ان مطر (ما )نزل (فجأة) وكاد ان يقتل بعض المواطنين(مجرد مواطنين) ويبدو انهم هناك تواطؤ بينهم وبين الموعد الفجائي للمطر,لذا كان من المفترض ان يصمت الجميع ولا يتكلموا حتى الإنتهاء من التحقيقات معهم,وانت ثبتت براءتهم يتحمل المطر وحده (إرهاب) الناس ! لهذا يبدو اننا سننتظر طويلاً لمعرفة ماهو الحوار, بعد ذلك سنحاول جاهدين أن نعرف(نحن) التي تتبختر بكل جرأة امام الحوار في العنوان أعلاه!