باحثون يحذرون من تفاقم المشاكل الأسرية لطلاب سعوديين يقيمون زيجات مؤقتة في البلدان التي يدرسون فيها. باحثة: الزيجات المؤقتة تفشل لأن هدفها يقتصر على الإشباع الجنسي الرياض – تثير زيجات الخارج التي يقوم بها عدد كبير من السعوديين تحت مسميات عدة ك"المسيار" و"المصياف" و"المسفار" جدلا كبيرا نظرا لما تخلّفه من آثار اجتماعية سلبية على المجتمع السعودي والمجتمعات الأخرى. وتؤكد صحيفة "الرياض" السعودية أن فتاوى تحليل زواج الخارج لبعض رجال الدين أثرت بصورة كبيرة على تنامي ظاهرة الأسر في الخارج، و"ما لهذا التنامي من تأثير اجتماعي كبير يؤثر على نسيج الأسرة ويؤدي إلى تفككها". وتنقل عن الدكتور إبراهيم الجوير (عضو مجلس الشورى وأستاذ علم الاجتماع) قوله "الفتوى المعلنة عن الزواج بنية الطلاق موجودة ومحددة لظروف معينة وأساليب وضوابط ذكرها الفقهاء، بل وأكد عليها العلماء قديماً وحديثاً، لكن إساءة استخدامها أنتج هذه النتائج السيئة". ويؤكد الجوير أن الفتاوي السابقة تستهدف رجالا لهم ظروفهم الخاصة في أسفارهم وتنقلاتهم وإقامتهم، وقد يضطرون إلى هذا النوع من الزواجات، مشيرا إلى أن الذين يبادرون بالسفر ونيتهم أصلاً الزواج بنية الطلاق أو الاستمتاع الجنسي فقط، ويتخذون هذه الفتوى ذريعة لشهواتهم العابرة، زواجهم باطل. وكان اختصاصيون أسريون حذروا مؤخرا من تفاقم المشاكل الأسرية بين أوساط الطلاب السعوديين الذين يقيمون زيجات مؤقتة في البلدان التي يدرسون فيها. وقالت وئام المديفع (مستشارة الأسرية والاجتماعية) لبرنامج "صباح الخير يا عرب الذي يبث على فضائية "ام بي سي" إن ازدياد حالات الطلاق بين الطلاب المبتعثين يعود إلى فترة التعارف القصيرة بين الطرفين، ووسائل التعارف من خلال الماسنجر والفيس بوك، والتي تظهر فقط الأمور الإيجابية، إضافة إلى الزواج بنية الطلاق لدى بعض الطلاب. وترى الباحثة النفسية خلود العيدان أن الزواج من الخارج يُعد مصيدة وفخاً للحالمين بتوفير وسائل الترفيه المختلفة، موضحةً أن الزواج الذي يتراوح بين أسبوعين وشهرين دون أن يكون موثقاً رسمياً، يقع أطرافه تحت طائلة المساءلة القانونية. وتؤكد أن هذا النوع من الزواج يظهر في موسم الإجازات، وخاصة إجازة الصيف، "حيث يبحث الرجال عن الإشباع الجنسي بصورة مؤقتة، من خلال ممارسة غير شرعية، ويبرز هذا النمط لدى الرجال في العقد الرابع من أعمارهم في الغالب، ويكون الدافع فيه مقتصراً على المتعة والتغيير". وترى صحيفة "الرياض" أن الزواج من الخارج شبيه بنظام التقسيط "فالرجل الراغب في الزواج من الخارج يستسهل التكاليف المادية المطالب بها، ولكنه يفاجأ بعدم نهاية تلك التكاليف مما يؤدي إلى تراكم الديون عليه، وأحيانا كثيرة تفشل تلك الزيجات بسبب الفروق المادية والاجتماعية والتعليمية، وكذلك اختلاف البيئة من جهة العادات والتقاليد التي يصر أحد الزوجين على التمسك بها مما يزيد الأمر سوءاً ليحدث الطلاق الذي يذهب ضحيته الأبناء". وتنقل عن أحمد عبد الله قوله "حدثت معاناتي قبل خمس سنوات عندما قررتُ الزواج بامرأة من دولة عربية وسط معارضة شديدة من الأهل ليتم الزواج بدون موافقتهم، وحقيقة ليتني استمعت إليهم؛ فقد كلفني ذلك الزواج ما يقارب الثلاثمئة ألف دون مبالغة". ويشير إلى أنّ المبلغ شمل المهر والمؤخر، وأيضاً طلبات العروس التي لا تنتهي من سكن مستقل في بلدها وسيارة باسمها تتنقل بها لقضاء احتياجاتها في حالة عودتها لبلدها ولا تنسى الهدايا التي كانت تشتريها لأهلها وصديقاتها كذلك قيمة التذاكر السنوية عندما تأتي لزيارة أهلي. وكشف تقرير لوزارة الشؤون الاجتماعية السعودية نُشر مؤخرا وجود أحياء كاملة في سوريا ومصر يعيش فيها أبناء وبنات لآباء سعوديين من أمهات أجنبيات. وأشارت صحيفة "الوطن" السعودية إلى أن المعلومات السابقة ظهرت للمرة الأولى في اجتماع عقدته لجنة الشؤون الأمنية بمجلس الشورى السعودي لمناقشة مشروع تنظيم زواج السعودي بغير السعودية والعكس. وأشارت الصحيفة إلى أن أسباب وجود أبناء السعوديين بأعداد كبيرة في هذه الأحياء يعود إلى ارتفاع نسب طلاق هذه الزيجات. ويشير موقع "أخبار سوريا" إلى أن ظاهرة "زيجات الصيف" بدأت تنتشر بشكل كبير في سوريا, لافتا إلى أن السفارة السعودية في سوريا رصدت مؤخرا 400 أسرة مشتتة نتيجة لزيجات رجال سعوديين من نساء سوريات. وكانت الجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج "أواصر" أعلنت في وقت سابق أن هناك 600 أسرة سعودية متعثرة في الخارج تشمل أكثر من 1800 شخص, تنتشر في عدة دول أبرزها سورية ومصر, لافتة إلى أنها تقوم بجهود لإعادة من يرغب من هذه الأسر إلى السعودية. ميدل ايست أونلاين