تحذر "خلود العيدان" -أستاذة علم النفس- من أن الزواج من الخارج يُعد مصيدة وفخاً للحالمين بتوفير وسائل الترفيه المختلفة، موضحةً أن الزواج الذي يتراوح عمره الزمني من أسبوعين إلى الشهر أو الشهرين، ويتم بصورة غير واضحة، بل لا يكون موثقاً رسمياً، فإن أطرافه يقعون تحت طائلة المساءلة القانونية. وترى أن هذا النوع من الزواج يظهر في موسم الإجازات، وخاصة إجازة الصيف، حيث يبحث الرجال عن الإشباع الجنسي بصورة مؤقتة، من خلال ممارسة غير شرعية، ويبرز هذا النمط لدى الرجال في العقد الرابع من أعمارهم في الغالب، ويكون الدافع فيه مقتصراً على المتعة والتغيير. وعن أسباب هذا الزواج، تقول: إنها متعددة، ولعل أبرزها الرغبة في الإشباع الجنسي، وتجديد الممارسة، ولكن بارتباط شرعي مؤقت، وبحكم أن غالبية الرجال الذين يمارسون هذا النوع من الزواج من المتزوجين، فإنهم يبحثون عن إشباع وقتي تحت ضوابط تضمن لهم احترامهم لهويتهم الشخصية والاجتماعية، كما تضمن لهم العودة دون الارتباط هناك بمدى طويل، أي أنهم يسعون إلى الرغبة في التجديد، والبحث عن الإشباع الجنسي، تحت مظلة شرعية، دون الشعور بتأنيب الضمير بعد الرجوع للحياة العادية عقب خوض التجربة، باعتبار أن هذا الزواج مؤقت، ويضمن بالتالي خط الرجعة. وأشارت إلى أن هناك العديد من المظاهر السلبية التي يحملها هذا النوع من الزواج المغلف بالشرعية من جانب والكتمان من جانب آخر، إذ إن غالبية هذه "الزيجات" العابرة لا يكتب لها النجاح، وتكون آثارها واضحة على الأبناء، حيث يعانون من ضعف الانتماء للوطن، وتتوزع مشاعرهم بين موطن الأب وموطن الأم، إضافةً إلى الشعور بنوع من الدونية، مضيفةً: "كثيراً ما خلق مشاكل عديدة لمئات الأسر، كتشرد الأطفال، وعيشهم بعيداً عن أرض الوطن، ونشأتهم بثقافة مختلفة عن ثقافة مجتمعنا، ونقل ثقافات غريبة إلى أرض الوطن بعد عودة هذه الأسر، إلى جانب كثرة سفر الزوجة إلى ذويها، والمطالبة بالإنفاق على أسرتها، والضحية أبناء وقعوا ضحية نزوة عابرة بين زوج خائن وفتاة تبحث عن المال"، لافتةً إلى أن أعداداً كبيرة ممن أقدموا على الزواج من الخارج، خصوصاً أصحاب الزواجات السريعة، أو مما يسمى "الزواج المؤقت" ذو الأشكال المتعددة مثل الزواج بنية الطلاق، أو زواج "المسيار" أصيبوا بأمراض متعددة منها "الإيدز" و"التهاب الكبد الوبائي" بكافة درجاته؛ بسبب عدم الفحص الطبي السابق للارتباط الاجتماعي، والذي يُفترض أن يكون من خلال مراكز صحية معتمدة لدى السفارات في الخارج. وأوضحت "خلود العيدان" أن هذا الزواج يتم دون توافر الشروط المتعارف عليها بالمملكة، فالزواج هنا يتم بعد أخذ الفحوصات الطبية للجنسين، ويتم الكشف عليهم وفحص الجوانب الوراثية لديهم؛ للتأكد من خلو الزوجين من أي أمراض وراثية، أما بالنسبة للزواج السياحي فهو بعيد عن هذه الإجراءات، ويتم بطريقة سريعة، ليس فيها أي فحص أو إجراء طبي، وبالتالي فقد تكون الحالة مصابة بأي مرض معدٍ لا يتم اكتشافه حينها، وبالتالي يصاب الزوج بالعدوى التي تؤثر على حياته، مشيرةً إلى أن هناك العديد من الأمراض المعروفة التي تنتشر وبشكل سريع عن طريق الزواج السياحي.