رحم الله صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبد العزيز، فقد كان رمزاً من رموز الوطن .. ان بحثت عن العمل الانساني، تصدره سلطان بلا منازع، وان بحثت عن السياسي الضليع، جاء الرجل الرقم في المركز الاول، وان بحثت عن الخطابة وارتجالها، تجدها انقادت له، وان بحثت عن ابوته وحنانه، تجد ان جميع ابناء الوطن تشاركوا ابوته مع ابنائه. وسع قلبه الكبير الانسانية جمعاء بمختلف سحناتها ولهجاتها والسنتها ومشاربها. لم يحدث ان اتفقت الانسانية جمعاء على اجتماع كل صفات الخير والبر والنجاح، كما اجتمعت على الراحل سلطان بن عبد العزيز. رحل وترك ألماً يعتصر قلوب محبيه ليس على مستوى الوطن فحسب ، بل على المستوى العربي والإسلامي والدولي .. بكاه الصغار والكبار سعوديين كانوا او اجانب.. فقد امتدت يد خيره اليهم وازالت ما بهم من حاجة ومسغبة، فإنتشلتهم من حال الى حال. رأيت في مشهد مؤثر طفلا صغير من ذوي الاحتياجات الخاصة يرثي سلطان الخير ويعدد مناقبه وكيف انهم كفئة افتقدت اباها و سانِد قفاها.. بل ان كثير من الناس لا يصدق ان سلطان الجسد قد غاب. فالكل مذهول. بل لا يكاد الأغلب منهم يصدق هذا النبأ العظيم ولكنها سنة الله في خلقة وقدره الذي يجب علينا في نهاية المطاف التسليم به رغم الفاجعة وهولها . بعض الناس يموتون احياء ،والبعض في موتهم حياة.. ان سلطان مقيم ما اقامت الحياة، و باق بذاكراه واعماله الخيرية الممتدة في شتى بقاع الارض، وإن رحل جسدا.. سيظل "سلطان الخير" دوماً حاضراً بروحه النقية وابتسامته البهية وقلبه الكبير الذي وسع الجميع، ويده الممدودة خيرا وعطاءً، في قلوبنا ومحافلنا .. سيظل صاحب القلب الكبير نقطة بيضاء لامعة في كوة الانسانية وشهابا نيرا في دياجيرها.. ماذا نقول وقد انشبت المنية اظفارها سوى ان نردد الابيات المأثورة:
إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول الا ما يرضى الله ورسوله. رحم الله سلطان الخير .. رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جنانه وإنا لله وإنا إليه راجعون . حكم المنية في البرية جار ما هذه الدنيا بدار قرار يا كوكبا ما كان اقصر عمر هوكذاك عمر كواكب الاسحار وهلال أيام مضى لم يستدر بدراًولم يمهل لوقت سرار عجل الخسوف عليه قبل أوانه فمحاه قبل مظنة الإبدار فكأن قلبي قبره وكأنه في طيه سر من الأسرار