عندما يكون المصاب جللاً، وعندما يكون الفقيد عظيمًا، بحجم سلطان الخير والوفاء، سلطان الإنسانية والعطاء، الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، عندها نتذكر ما قدمه هذا الفقيد الغالي للدين، ثم الوطن، فنقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون). حقًّا إنها لحظات من الحزن والأسى التي يخيّم فيها الصمت والوجوم من هول الصدمة ووقع الخبر المفاجئ، فتتبعثر العبارات وتضيع وسط الدموع المنهمرة حزنًا وألمًا على فراق فقيدنا العظيم الذي خسرته الأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع في شخصية لن تتكرر على مر التاريخ. لو أردت استعراض تلك الإنجازات والصفحات المضيئة في تاريخ فقيدنا الغالي لما وسعتني مقالات، ولا مجلدات، فما قدمه -المغفور له بإذن الله- الأمير سلطان بن عبدالعزيز في جميع المجالات يتجاوز كلمات قواميس اللغة ومعاجمها؛ ليتخطى إلى موسوعات وموسوعات؛ لتخلد ذكراه التي ستظل في قلوبنا محفورة باسم سلطان الإنسانية، رحمه الله. لا أجد ما أواسي به نفسي، أو أواسي به كلَّ مَن لديه قلب ينبض من المحيط إلى الخليج، من صغير أو كبير، أو ذكر أو أنثى؛ لأعزيهم في وفاة رمز من رموز الخير والعطاء، فقيدي وفقيدكم، وفقيد العالم أجمع الأمير سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته. أخيرًا ماذا يمكننا أن نقول ونحن نودع والدًا وقائدًا ورجلاً مخلصًا قضى جل حياته في خدمة الإسلام والمسلمين، وحمل على عاتقه رسالة عظيمة عمل على أدائها حتى وافته المنية. فرحمك الله يا سلطان الإنسانية.