المصدر: رويترز - الجزيرة - سي ان ان أدانت تركيا قتل زعيم كردي في سوريا وحذرت حكومة الرئيس السوري بشار الاسد من أن ممارسات القمع العنيف للمعارضة "لا يمكن أن تغير مسار التاريخ". من ناحية اخرى هدد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، بأن حكومة بلاده ستتخذ إجراءات صارمة ضد أي دولة تعترف ب"المجلس الوطني السوري" الذي شكلته المعارضة السورية في مدينة اسطنبول التركية الأسبوع الماضي. كما لوح المعلم، خلال مؤتمر صحفي مع وفد وزراء خارجية مجموعة "البا،" الأحد، مهدداً الدول التي لا توفر الحماية للبعثات الدبلوماسية السورية، قائلاً بأن بعثات تلك الدول ستقابل بالمثل في دمشق. وأضاف أن الدول التي تتواجد فيها البعثات الدبلوماسية السورية في الخارج تقع على عاتقها مهمة حمايتها. وتأتي تصريحات وزير الخارجية السوري على خلفية محاولات لاقتحام سفارتي سوريا ببريطانيا والنمسا، السبت. ونقلت وكالة الأنباء السورية، أن الخارجية السورية استدعت القائم بالأعمال النمساوي في دمشق وأبلغته: "احتجاج سوريا الشديد تجاه ما تعرضت له السفارة السورية في فيينا." وفي رده على سؤال حول إعلان ما يسمى ب "المجلس الوطني الانتقالي" من اسطنبول وسعي هذا المجلس للاعتراف به دوليا، قال المعلم: "أي دولة ستعترف بالمجلس اللاشرعي سنتخذ ضدها إجراءات مشددة." وكانت المعارضة السورية قد أعلنت من استانبول، الأحد الماضي، تشكيل "المجلس الوطني السوري،" الذي يوصف بأنه الهيئة الموحدة لقوى المعارضة السورية، في خطوة من شأنها فرض مزيد من الضغوط على نظام الرئيس بشار الأسد، الذي يواجه احتجاجات شعبية مناهضة له بحملة "قمع" عسكرية واسعة، راح ضحيتها الآلاف. وتتزامن التطورات مع استمرار حملة عسكرية دموية يقودها الجيش لقمع احتجاجات مناوئة للنظام، الذي يتمسك بأن "مجموعات إرهابية مسلحة" تقف وراء موجة العنف الذي تجتاح البلاد منذ مارس/آذار الماضي. وفند المعلم مزاعم سلمية الاحتجاجات المناهضة لنظام دمشق بقوله:" إن كثيرين في الغرب يقولون هذه ثورة سلمية ومظاهرات سلمية ولا يعترفون بوجود مجموعات إرهابية مسلحة يقومون بتمويلها وتهريب السلاح إليها"، بحسب سانا. وأضاف: "عدد الشخصيات السورية التي تم اغتيالها أصبح اليوم 1110 ومن الأساسي أن نطلع المجتمع الدولي أن هناك مجموعات مسلحة تقوم بأعمال العنف في سوريا وتقتل هذا العدد الكبير من الشهداء."
وقتل مهاجمون مجهولون مشعل تمو يوم الجمعة في مدينة القامشلي السورية وقتل اثنان عندما فتح مسلحون النار أثناء جنازة تمو يوم السبت بينما كان نحو 50 ألفا من المشيعين يرددون هتافات مناهضة للاسد.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان انه يعتزم فرض عقوبات على سوريا للضغط على الاسد لوقف حملة دموية ضد الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية التي اندلعت في مارس اذار.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان نشر في موقعها على الانترنت في وقت متأخر يوم السبت "نشعر بحزن بالغ تجاه عملية الاغتيال البغيضة لمشعل تمو زعيم تيار المستقبل الكردي السوري."
كما انتقدت تركيا هجوما استهدف رياض سيف وهو زعيم سوري معارض بارز اخر. ووضع نشطاء سوريون لقطات على موقع يوتيوب تظهر ضرب النائب السابق امام مسجد في دمشق.
وقالت الوزارة "تتوقع تركيا من الادارة السورية أن تدرك في أسرع وقت ممكن أن ممارسات العنف التي تهدف الى قمع المعارضة في سوريا... لا يمكن أن تغير مسار التاريخ."
وبعد أن عززت تركيا علاقاتها مع سوريا لعدة سنوات أدانت بشدة هذا العام قمع الاحتجاجات السلمية خشية انتقال العنف في سوريا عبر حدودها اذا اخذ بعدا عرقيا أو طائفيا بدرجة أشد.
وتحاول تركيا اخماد تمرد كردي مستمر منذ سنوات طويلة في أجزاء من جنوب شرق البلاد في حين ان الاكراد في سوريا يشكون منذ فترة طويلة من التمييز ضدهم ونظموا احتجاجات عنيفة ضد الاسد في 2004 .
واجتمعت شخصيات سورية معارضة في اسطنبول لتشكيل جبهة موحدة باسم المجلس الوطني السوري. كما منحت تركيا حق اللجوء لضباط سوريين انشقوا عن الجيش.
وفي الاسبوع الماضي بدأت تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي تدريبات في اقليم هاتاي التي تطالب به سوريا منذ زمن طويل.
وتقول تقديرات الاممالمتحدة ان عدد القتلى المدنيين منذ اندلاع الاضطرابات يبلغ نحو 2900 شخص في حين يقول مسؤولون سوريون ان 1100 من أفراد الامن قتلوا.
وأرجأ أردوغان بعد وفاة والدته خططا لزيارة مخيم للاجئين يوم الاحد يضم بعضا من سبعة الاف سوري فروا عبر الحدود الى جنوب شرق تركيا.
وعلى الرغم من انهيار العلاقة بين اردوغان والاسد أرسل الرئيس السوري رسالة تعزية.
وطلب أحد مساعدي الزعيم الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي يوم السبت من تركيا اعادة التفكير في سياساتها تجاه سوريا وفيما يتعلق باستضافة درع صاروخية تابعة لحلف الاطلسي والترويج للعلمانية في العالم العربي والا فانها ستواجه اضطرابات من شعبها والدول المجاورة.