طرابلس وبنغازي – وكالات قالت مصادر أمنية في ليبيا أمس إن بعض كبار رجال الزعيم الليبي السابق معمر القذافي كانوا ضمن مجموعة جديدة فرت إلى النيجر قبل يوم من انتهاء مهلة لاستسلام بعض من المعاقل المتبقية للقذافي، في الوقت الذي اندلعت فيه اشتباكات عنيفة خارج المعقلين الرئيسيين المتبقيين لأنصار الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي أمس، فيما أطلق مقاتلون موالون للزعيم الهارب صواريخ على قوات حكومية تضيق الخناق على البلدتين. وقال الثوار البارحة إنهم دخلوا بلدة بني الوليد وأن حرب شوارع تدور هناك. وأعلن القذافي نفسه في كلمة صوتية أمس الأول أنه مازال في ليبيا ووصف معارضيه الذين يدعمهم حلف شمال الأطلسي بأنهم جرذان وكلاب ضالة. وقالت الشرطة الدولية "الإنتربول" إنها أصدرت أمرا باعتقال القذافي وابنه سيف الإسلام وعبد الله السنوسي رئيس مخابراته. وقال رونالد نوبل الأمين العام للإنتربول "معمر القذافي بالنسبة لمقر الأمانة العامة للإنتربول هارب تريد بلاده التي ينتمي لها بالجنسية والمحكمة الجنائية الدولية اعتقاله ومساءلته عن اتهامات جنائية خطيرة وجهت له". وحذر محمود جبريل رئيس الوزراء الليبي الفعلي في المجلس الوطني الانتقالي الذي زار العاصمة طرابلس أمس الأول للمرة الأولى منذ الإطاحة بالقذافي يوم 23 آب (أغسطس) الليبيين من أن "الطاغية" لم ينته بعد. وقالت مصادر أمنية في النيجر لرويترز أمس إن مجموعة جديدة من مسؤولي القذافي تتألف من 14 شخصا بينهم اللواء علي خانا الذي ينتمي لقبائل الطوارق وكان من المقربين للقذافي والمسؤول عن قواته الجنوبية موجودة في مدينة أجاديز بشمال النيجر. وقال مصدران إن المجموعة ضمت أربعة من كبار المسؤولين بينهمضابطان برتبة لواء. ولم تتأكد هوية اللواء الآخر. وقال مراسل ل "رويترز" في أجاديز إن المسؤولين الأربعة الكبار يقيمون في فندق في أجاديز يملكه القذافي. ولم تعلق على الأمر حكومة النيجر التي تتعرض لضغوط من قوى غربية ومن الحكام الجدد في ليبيا لتسليم مسؤولين سابقين في نظام القذافي يشتبه بأنهم ارتكبوا انتهاكات لحقوق الإنسان. وأضافت أنها وافقت على دخول قافلة تضم منصور الضو قائد الكتائب الأمنية للقذافي يوم الإثنين لاعتبارات إنسانية. ومنح المجلس الوطني الانتقالي المعاقل التي تسيطر عليها قوات موالية للقذافي مثل بلدة بني وليد الصحراوية الواقعة على بعد 150 كيلومترا جنوب شرقي طرابلس ومدينة سرت الساحلية مهلة حتى اليوم للاستسلام وإلا ستتعرض لهجوم عسكري. وذكر مسؤولون في المجلس أنه يجب أولا إلقاء القبض على القذافي أو قتله قبل الإعلان عن تحرير ليبيا والبدء في جدول زمني لإجراء انتخابات ووضع دستور جديد للبلاد. وقال جبريل إنه يجب أن يتوحد الليبيون في المرحلة الحالية وبمجرد انتهاء المعركة يمكن أن تبدأ اللعبة السياسية. ميدانيا، اندلعت اشتباكات عنيفة خارج المعقلين الرئيسيين المتبقيين لأنصار الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي أمس فيما أطلق مقاتلون موالون للزعيم الهارب صواريخ على قوات حكومية تضيق الخناق على البلدتين. وقال شهود من رويترز إن زخات من صواريخ جراد أطلقت على مواقع للمجلس الوطني الانتقالي شمالي بني وليد وشرقي سرت مسقط رأس القذافي اليوم (أمس). وتحركت سيارات الإسعاف من وإلى الخط الأمامي خارج بني وليد حاملة المصابين. وحمل مقاتلو المجلس عشرات الصناديق من القذائف الصاروخية وقذائف المورتر وهرعوا إلى الجبهة. وعلى بعد 90 كيلومترا شرقي سرت رأى شهود من رويترز تبادلا كثيفا لإطلاق الصواريخ بين قوات المجلس والقوات الموالية للقذافي التي مازالت تسيطر على البلدة. وشوهدت قوات المجلس وهي تنقل قطعا مدفعية باتجاه معقل القذافي. وأعلن الإنتربول أمس أنه أصدر "مذكرات حمراء" لمطالبة الدول الأعضاء في المنظمة الدولية للشرطة ال188 باعتقال العقيد معمر القذافي وابنه سيف الإسلام وصهره عبد الله السنوسي الصادرة بحقهم مذكرات توقيف دولية عن المحكمة الجنائية الدولية. إلى ذلك يرى خبراء أن استضافة الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي في المنفى أي دولة إفريقية على الحدود الجنوبية لليبيا ستكبدها خسائر فادحة، إذ ستواجه على الأرجح رد فعل دبلوماسيا واقتصاديا عنيفا من الغرب وحكام ليبيا الجدد.وتفوق هذه المجازفة فيما يبدو ما تبقى من إعجاب في المنطقة بزعيم أغدق العطايا على جيرانه وكان صوتا رئيسيا في الحركة المناهضة للاستعمار بينما كان يزعج دولا كثيرة بتدخله المتكرر في شؤونها. وقال توم كارجيل من مؤسسة تشاتام هاوس البحثية ومقرها لندن لرويترز: "لا توجد ميزة تعود على أحد باستضافة القذافي. أنا غير مقتنع بفكرة أن التأييد الشعبي للقذافي سيجبر أيا من هذه الحكومات على هذا". وأثار وصول قائد كتائب القذافي منصور الضو إلى النيجر هذا الأسبوع والتقارير عن وصول قافلة مركبات تقل قوات موالية للقذافي إلى شمال البلاد تكهنات باحتمال وجود صفقة محتملة للجوء الزعيم الليبي السابق. من جانبه، قال رئيس النيجر محمد ايسوفو لرويترز أمس إن النيجر ستحترم التزاماتها تجاه المحكمة الجنائية الدولية إذا دخل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي أو إبناؤه البلاد. وقال رئيس الحكومة مسعود حسومي "نحن موقعون على نظام روما الأساسي (للمحكمة الجنائية الدولية)، وبالتالي يعلمون ما سيتعرضون له إذا جاءوا. النيجر دولة حقوق ونحن سنحترم أيضا التزاماتنا الدولية". وقالت بريطانيا ودول أخرى في التحالف الدولي الذي يساند المجلس الوطني الانتقالي الليبي ضد القذافي هذا الأسبوع إنها تتوقع من أي دولة من أعضاء المحكمة الجنائية الدولية تسليمه للمحكمة ومقرها لاهاي. من ناحية اخرى، كشفت مجموعة من الوثائق السرية تضم مراسلات خطية بين السفارة الليبية في الرياض ومكتب القذافي المعروف باسم "القلم" ومقر وزارة الخارجية الليبية في طرابلس، عن تفضيل نظام القذافي استخدام الجزائر أو النيجر كنقاط عبور للمرتزقة لدعم القذافي الذين تصفهم الوثائق المسربة ب"المجاهدين".
كما كشفت الوثائق التي نشرتها صحيفة "الشرق الأوسط"، عن اتصالات أجرتها زوجة الرئيس الموريتاني الأسبق "مختار ولد دادة" ومجموعة من العسكريين الموريتانيين السابقين للدعاية لصالح القذافي والترويج لموقفه في الأوساط الأوروبية والفرنسية بشكل خاص.
وتفضح الرسائل محاولات القذافي لتجنيد متطوعين للقتال إلى جانب قواته العسكرية وكتائبه الأمنية ضد الثوار المناوئين له والمدعومين من قبل حلف شمال الأطلسي "الناتو"، كما تبين أن مناصري القذافي سعوا لاستخدام الدين وإصدار الفتاوى لصالحه في هذه المواجهات. وكتبت معظم الرسائل بخط اليد حيث دأب نظام القذافي على اعتماد وسيلة تقنية لتشفير هذه الرسائل بعد كتابتها بخط عادي ومسحها على جهاز سكانر خاص بشفرة سرية، بمقر الخارجية الليبية في طرابلس لفك التشفير بطريقة سهلة.
وحصل نظام القذافي على هذه التقنية من السلطات الفرنسية خلال فترة العلاقات الجيدة بين الطرفين، علما بأن نظام القذافي اعتاد تغيير الشفرة السرية المستخدمة في إرسال واستقبال هذه الرسائل مرة واحدة على الأقل كل شهر لمزيد من الحماية والسرية. الموازنة الفلسطينية وكالات- اريبيان بزنس