قالت مصادر عسكرية من فرنسا والنيجر لرويترز أمس الثلاثاء إن قافلة من العربات العسكرية الليبية عبرت الحدود الصحراوية إلى النيجر فيما قد يكون اتفاقا تفاوض عليه الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي سرا لطلب اللجوء إلى دولة افريقية صديقة.ورافقت قوات من الجيش النيجري القافلة الليبية المؤلفة من 200 إلى 250 عربة. وقال مصدر عسكري فرنسي إن القذافي قد يلحق بالقافلة في طريقها إلى بوركينا فاسو المجاورة التي كانت قد عرضت منحه اللجوء. والنيجر مستعمرة فرنسية سابقة وبلد فقير يقع جنوبي ليبيا. ولم يتضح أين يوجد القذافي (69 عاما). وقد أذيعت له رسائل مسجلة أعلن فيها التحدي منذ أن أجبر على الاختباء قبل أسبوعين. وتعهد في وقت سابق بأنه سيقاتل حتى الموت على أرض ليبيا. وأضاف المصدر الفرنسي أن سيف الإسلام نجل القذافي - الذي كان الوريث المحتمل للحكم قبل أن تنهي الانتفاضة الشعبية حكم أبيه الذي استمر 42 عاما قبل أسبوعين - يفكر أيضا في اللحاق بالقافلة. ولعبت فرنسا دورا قياديا في الحرب ضد القذافي ومن الصعب للغاية أن تتحرك مثل هذه القافلة العسكرية الليبية الكبيرة بأمان دون علم وموافقة القوات الجوية لحلف شمال الأطلسي.وقالت مصادر لرويترز إن فرنسا ربما تكون قد توسطت في ترتيب بين حكام ليبيا الجدد والقذافي.لكن متحدثا باسم وزارة الخارجية الفرنسية في باريس لم يستطع تأكيد الانباء الخاصة بوصول القافلة إلى مدينة اجاديز الصحراوية في شمال النيجر ولا تقديم أي عرض للقذافي. والقذافي مطلوب هو وابنه سيف الإسلام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بسبب جرائم ضد الإنسانية. ولم يتسن الاتصال فورا بمسؤولين في حكومات غربية أخرى وفي المجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا للتعقيب. وقالت المصادر إن القافلة التي ربما تضم ضباطا من وحدات عسكرية مقرها في جنوب ليبيا قد تكون دخلت عبر الجزائر وليس عبر الحدود الليبية النيجرية مباشرة. وقد وصلت ليل الإثنين قرب مدينة اجاديز. واستقبلت الجزائر الأسبوع الماضي زوجة القذافي وابنته واثنين من أبنائه مما أثار غضب المعارضة المسلحة. وتقوم الطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع التابعة لحلف الأطلسي بتمشيط الصحراء الليبية بحثا عن قوافل كبيرة من السيارات التي قد تكون تحمل القذافي ولذلك فمن المستبعد أن تكون القافلة قد عبرت الحدود بدون التوصل إلى اتفاق ما.وقال المجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا إنه يريد محاكمة القذافي وقد يسلمه بعد ذلك إلى المحكمة الجنائية الدولية التي اتهمته هو وسيف الإسلام القذافي بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.وكان قادة عسكريون في المجلس الوطني الانتقالي قد قالوا الأسبوع الماضي إن الرجلين في بلدة بني وليد الواقعة على مسافة 150 كيلومترا جنوبيطرابلس. لكن يبدو أن هذا الظن قد تبدد هذا الأسبوع بعد أيام من حصار البلدة. وما قد يكون مؤشرا على أن الشخصيات الرئيسية لم تعد موجودة في البلدة بعد مفاوضات مع وجهاء القبائل أن عبد الله كنشيل الذي يمثل المجلس الوطني الانتقالي في المفاوضات قال إنه مازال يأمل في تسليم المدينة بشكل سلمي لتجنب مزيد من إراقة الدماء.وأضاف أنه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي لكن المجلس الوطني الانتقالي مازال ينتظر ليرى إن كان زعماء القبائل سيتمكنون من إقناع كتيبة القذافي بإلقاء السلاح. وقال إنهم حصلوا على تأكيدات بأن قوات المجلس الوطني الانتقالي لن تسعى للانتقام.وقال موسى إبراهيم المتحدث الهارب باسم القذافي أمس الإثنين إن العقيد الليبي في صحة جيدة ومعنوياته عالية وإنه موجود في ليبيا. وقال في تصريحات أذيعت عبر التلفزيون «هو موجود بخير وبصحة جيدة وفي مكان ما لن يصل اليه هؤلاء الشراذم وهو موجود في ليبيا.»وقال مسؤولان في النيجر في وقت سابق ان قائد كتائب القذافي الامنية منصور ضو عبر الحدود الى النيجر مع 10 ليبيين آخرين يوم الأحد.وقال المصدر العسكري الفرنسي انه قيل له ان قائد القوات الجنوبية الليبية اللواء على خانا ربما يكون أيضا في النيجر غير بعيد من الحدود الليبية.واضاف المصدر قوله انه علم ان القذافي وابنه سيف سيلحقان بخانا وينضمون الى القافلة اذا قرروا قبول عرض بوركينا فاسو منحهم اللجوء.