في تطور غير متوقع توالت الأنباء من سرت وكانت بالغة الأهمية.. القبض على القذافي.. ومن ثم مقتل القذافي.. لم يتوقع احد حدوث ذلك رغم الحديث منذ ايام عن وجود (شخصية مهمة جداً) تدافع عنها كتائب القذافي بشراسة في سرت، الكل كان يتوقع ان تكون تلك الشخصية سيف الاسلام القذافي وليس معمر القذافي شخصياً. محاصرة مبنى يتحصن فيه سيف الإسلام للقبض عليه حياً.. واعتقال موسى إبراهيم (الزعيم) عاش ديكتاتوراً بامتياز.. وقتل داخل أنبوب صرف صحي.. هي مفارقة لم يكن احد يتخيل حتى حدوثها. رغم اختلاف الروايات عن القبض على معمر القذافي وحتى مقتله فان الحدث بكل ملابساته وتفرعاته هو العنوان الرئيسي لكل نشرات الأخبار فالرجل لم يكن عادياً بكل المقاييس، فهو قد حكم ليبيا لاربعة عقود حكماً مطلقاً وفرض أفكاره بالقوة على الليبيين مبدداً ثرواتهم.. هو رجل الكتاب الاخضر ورجل النظريات السياسية غير المعقولة وغير القابلة للتطبيق.. هو ملك ملوك افريقيا .. رجل اتفق الجميع على غرابة أطواره واتفقوا على غيابه عن المشهد الليبي.. والى الابد. وعودة الى الحدث قال مسؤول عسكري كبير بالمجلس الانتقالي الليبي أن الزعيم المخلوع معمر القذافي توفي امس متأثرا بجروح أصيب بها لدى اعتقاله قرب مدينة سرت مسقط رأسه. وكان عبد المجيد مليقطة المسؤول بالمجلس الوطني الانتقالي قد قال لرويترز في وقت سابق ان القذافي اعتقل وانه اصيب في ساقيه فجر امس، بينما كان يحاول الفرار في قافلة قصفتها طائرات حلف شمال الاطلسي. وقال مليقطة "أصيب أيضا في رأسه.. كان هناك إطلاق نار كثيف على مجموعته وتوفي." وسئل عما اذا كانت هناك أدلة مصورة تثبت وفاة القذافي فقال "لدينا الصور" لكنها ليست متاحة الان. وأعلن مليقطة موت القذافي بعد ان أعلنت قوات المجلس الوطني الانتقالي سيطرتها الكاملة على مدينة سرت مسقط رأس القذافي. وصرح مليقطة بان طائرات حلف شمال الاطلسي ضربت قافلة وأصابت أربع سيارات كانت متجهة غربا وأضاف في تصريحات لرويترز بالتليفون أن أبو بكر يونس جابر قائد القوات الموالية للقذافي قتل أثناء عملية اعتقال الزعيم المخلوع. وذكر ان احمد ابراهيم وهو قريب ومستشار للقذافي اعتقل ومعه موسى ابراهيم المتحدث باسم الحكومة السابقة. من جانبه قال مسؤول بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي إن جثة الزعيم المخلوع معمر القذافي ستنقل إلى مكان سيبقى في طي الكتمان لأسباب أمنية. وقال محمد عبد الكافي المسؤول بالمجلس الانتقالي بمدينة مصراتة لرويترز "جثة القذافي بحوزة وحدتنا في سيارة وسننقلها إلى مكان لن نعلن عنه لأسباب أمنية." وأكد أحد السائقين التابعين لثوار مدينة مصراتة الليبية على أنه "ينقل حالياً" جثة العقيد معمر القذافي، وهو في طريقه إلى مدينة مصراتة. وقال السائق لإحدى القنوات الفضائية الليبية منذ قليل، إن جثة القذافي هامدة وهي معه حالياً، مشيراً الى أنه يقترب من الوصول إلى مدينة مصراتة التي تبعد قرابة 200 كلم عن سرت. شبان ليبيون يلتقطون صورا لجثمان معتصم القذافي (أ.ف.ب) وكان أحد قادة كتائب الثوار أكد ليونايتد برس إنترناشونال، على أن القذافي قتل وسيتم نقله إلى مدينة مصراتة جواً، غير أن الإحتفالات التي عمّت مختلف المدن وما صاحبها من إطلاق الرصاص في الهواء حال دون ذلك. في الحدث ذاته ذكر طبيب لوكالة فرانس برس ان ابو بكر يونس جابر وزير الدفاع في نظام العقيد معمر القذافي قتل في سرت. وقال الطبيب عبد الرؤوف انه "تعرف على جثة ابو بكر يونس جابر" صباح في مستشفى سرت الميداني. وذكرت صحافية من وكالة فرانس برس ان جثته نقلت بسيارة بيك آب. وبحسب مصادر طبية واحد المقاتلين جرح ايضا قائد الكتاب الأمنية للنظام السابق منصور الضو ونقل الى المستشفى الميداني نفسه. وكان تردد ان منصور الضو بين اقطاب النظام السابق الذين لجأوا الى النيجر في ايلول/سبتمبر. كما تحدث التلفزيون الليبي في طرابلس، تلفزيون "ليبيا الحرة" عن اعتقال منصور الضو في سرت. الى ذلك أكد آمر كتيبة الشهيد محمد الحاربوص الملقب ب"ليت" ليونايتد برس انترناشونال منذ قليل أن "كتيبته تحاصر حاليا المبنى الذي يختبئ فيه سيف الإسلام القذافي في سرت في محاولة للقبض عليه حيا". وكان "ليت"، القائد الميداني بالجبهة الأمامية في سرت أكد للوكالة مقتل القذافي في المدينة. من جهة ثانية تحولت العاصمة الليبية طرابلس امس إلى ما يشبه ساحة حرب حقيقية مع أستخدام الثوار للمدفعية والأسلحة الثقيلة الى جانب إطلاق الرصاص احتفالا بالقبض على معمر القذافي ومقتله. وازدحمت طرابلس بالحركة واقفلت معظم شوارعها وميادينها بالسيارات والمواطنين الذين نزلوا ملوحين بأعلام الإستقلال. وينتظر الليبيون نشر الصور الأولى من مدينة مصراته حيث يظهر القذافي جثة هامدة بعد مقتله في مسقط رأسه سرت. كما ينتظرون الصور التي تؤكد القاء القبض على بعض قيادات كتائب القذافي ومن بينهم رئيس مخابراته المطلوب دوليا عبدالله السنوسي وأحد أقاربه المقربين أحمد أبراهيم. في ذات الاطار قال قائد عسكري في المجلس الوطني الانتقالي إن موسى ابراهيم المتحدث السابق باسم حكومة الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي اعتقل قرب مدينة سرت امس. وأضاف القائد العسكري عبد الحكيم الجليل أنه رأى جثة أبو بكر يونس جابر قائد القوات المسلحة التابعة للقذافي. وقال لرويترز إنه رأى جابر بعينيه وأظهر صورا لجثته وأضاف أن إبراهيم اعتقل أيضا وإن كليهما نقلا إلى غرفة العمليات التابعة لقوات المجلس الوطني الانتقالي. ثوار ليبيون يعاينون المكان الذي كان القذافي يختبئ فيه عند مقتله. (أ.ف.ب) صور مركبة للقذافي من مناسبات عدة خلال حكمه البغيض. (أ.ف.ب)