بات الثوار على وشك دخول مدينة بني وليد جنوب شرق طرابلس بعدما أحكموا الطوق حولها, وأبدى وجهاؤها استعدادهم لتسليمها طوعا. وواصل الثوار في الوقت نفسه تعزيز مواقعهم حول سرت التي تنتهي مهلة تسليمها خلال أقل من أسبوع. وتوصف بني وليد (180 كيلومترا جنوب شرق العاصمة طرابلس) بأنها من بين آخر معاقل أنصار العقيد معمر القذافي مع أن عددا من أبنائها انتفضوا في وقت سابق على سلطة القذافي.
وتعد المدينة -التي يقطنها حوالي مائة ألف نسمة- أحد مواطن قبيلة ورفلة المنتشرة في مناطق بغرب البلاد وشرقها, والتي توصف بأنها من بين أكبر قبائل ليبيا.
أحد الثوار يعلق علم الاستقلال في برج اتصالات خارج بني وليد (رويترز(
تحرير وشيك وقال مراسل الجزيرة نعيم العشيبي إن هناك حرصا من قبل الثوار على أن تتم عملية التسليم دون إراقة دماء.
وأشار إلى أن معظم ألوية الثوار التي انتشرت حول بني وليد تتألف من ثوار قبيلة ورفلة, وقد جاؤوا من مدن قريبة مثل ترهونة ومصراتة.
وأشار أيضا إلى أنباء عن وجود الساعدي القذافي, أحد أبناء العقيد, والمتحدث باسم الحكومة السابقة موسى إبراهيم, بالمدينة. وبعد تحرير العاصمة, ترددت أنباء عن احتمال وجود معمر القذافي وابنه سيف الإسلام بالمدينة.
من جهته, قال الدكتور أبو سيف غنية، أحد قادة ثوار بني وليد، اليوم الأحد، للجزيرة، إن المفاوضات لا تزال مستمرة, وإن الثوار أوفدوا اثنين من أعيان بني وليد إلى المدينة لتسليم المدينة بلا قتال.
وأشار غنية إلى أن بعض العناصر الموالية لنظام القذافي تحرّض على عدم تسليم المدينة. وكان غنية أكد مساء أمس للجزيرة التوصل إلى اتفاق مع وجهاء المدينة وزعماء عشائرها على دخولها سلما.
وفي تصريحات نقلتها رويترز اليوم الأحد, قال المفاوض والقائد الميداني محمود عبد العزيز إن الثوار باتوا على مسافة عشرة كيلومترات من المدينة.
وأشار عبد العزيز إلى اتفاق حصل أمس مع وجهاء بني وليد على دخولها سلما, لكنه أشار إلى إطلاق نار الليلة الماضية من قبل مسلحين موالين للقذافي أثناء محاولتهم الخروج من المدينة.
وفي وقت سابق، قال موسى إبراهيم المتحدث باسم نظام القذافي، لرويترز، إن بني وليد لن تستسلم, مضيفا أن قبيلة ورفلة أعلنت مساندتها للقذافي, ورفضت التفاوض مع الثوار.
وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي قال أمس إن الثوار مستعدون لدخول المدن التي لم تلتحق بعد بالثورة في حال امتناع أتباع القذافي عن تسليمها طوعا بانقضاء المهلة المحددة لها.
وأضاف أنه تم إعطاء مدن سرت وبني وليد والجفرة وسبها مهلة إضافية أسبوعا، بعد أن كانت مهلة سابقة إلى سرت قد انتهت يوم أمس.
جثامين أسرى قتلهم جنود القذافي عثر عليها قرب سرت (الجزيرة)
حول سرت في الأثناء, عزز الثوار مواقعهم شرق مدينة سرت وغربيها في انتظار ما ستسفر عنه المفاوضات مع وجهائها.
وكان الثوار قد تجاوزوا منطقة النوفلية, وبلغوا تخوم قرية الهرواة على مشارف سرت.
وأمهل الانتقالي سرت للتسليم طوعا حتى أمس, لكنه مدد المهلة أسبوعا آخر.
وقال الثوار إنهم عثروا على جثامين عدد من الأسرى قتلتهم قوات القذافي قرب سرت, متوقعين أن يلقوا مقاومة من جنود النظام في بعض البلدات القريبة من المدينة مثل المعقل.
وكان رئيس الانتقالي مصطفى عبد الجليل قال أمس إن المجلس شرع منذ أول أمس في نقل مساعدات إنسانية إلى سرت، فضلا عن توفير إمدادات الكهرباء والاتصالات لسكانها.