سيطر الثوار الليبيون على مطار سبها جنوب غرب البلاد وعلى أهم شوارعها، كما أحكموا السيطرة على المداخل الشرقيةوالجنوبية والغربية لمدينة سرت الساحلية، في حين تحتدم المعارك في بني وليد. وفي الأثناء أعلن الثوار أنهم ألقوا القبض على رئيس جهاز مخابرات القذافي بالكفرة العميد بلقاسم الأبعج. وقال الناطق باسم المجلس العسكري للثوار في سبها أحمد العطايبي إن الثوار أحرزوا تقدما مهما في المدينة، بعد سيطرتهم على مطارها وأجزاء منها من ضمنها الشارع الرئيسي الذي يقسمها إلى نصفين، وعلى إحدى القواعد العسكرية الرئيسية فيها.
من جهته، أكد المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي العقيد أحمد باني -في مؤتمر صحفي بطرابلس- أن الثوار سيطروا أيضا على حصن في هذه المدينة التي تعد أحد المعاقل المهمة لنظام العقيد معمر القذافي ولقبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها.
وأكد باني أن الثوار رفعوا أعلام الاستقلال على المواقع التي حرروها. وكان الثوار الليبيون قد أعلنوا من قبل أنهم حرروا كليا أو جزئيا أحياء بسبها بينها القرضة والمنشية، لكنهم قالوا إن الموالين للقذافي يشنون هجمات على المناطق المؤيدة للثورة.
وفي طريقهم إلى سبها، حرر الثوار مدنا منها الشويرف وهون، كما حرروا في نهاية الأسبوع مدينة زلة التي تقع في عمق الصحراء.
القبض على قائد وفي السياق، أعلن الثوار أنهم ألقوا القبض على رئيس جهاز مخابرات القذافي في الكفرة العميد بلقاسم الأبعج المطلوب من الثوار، وذلك بين سبها ومنطقة أم الأرانب التي تقع على بعد مائة كلم جنوب شرق سبها.
مواقع الثوار في بني وليد تتعرض من حين لآخر للقصف من فلول القذافي (الفرنسية)
وذكر ناطق عسكري باسم الثوار أن الأبعج ألقي القبض عليه حين كان يتنقل مع أفراد أسرته ومرافقيه في خمس سيارات دفع رباعي.
وأشار الناطق إلى أن الأبعج "كان قد ارتكب جرائم في منطقة الكفرة (جنوب شرق)، ولما تحررت فر منها إلى الجفرة (جنوب وسط)، وكان يقود عمليات لمحاولة تخريب حقول النفط في الجنوب، وكان مطلوبا لدى الثوار".
وأضاف المصدر أن "فلولا من مرتزقة القذافي يزيد عددهم عن 300 لاذوا بالفرار، ونصب لهم الثوار كمائن وقتلوا وأصابوا وأسروا عددا منهم"، دون تقديم تفاصيل.
وذكر مراسل الجزيرة نعيم العشيبي في وقت سابق أن ثوار سبها (700 كيلومتر جنوبطرابلس) أسروا 17 من مقاتلي الكتائب، معظمهم من السودان وتشاد والنيجر، وأن هؤلاء أكدوا أن رئيس الاستخبارات الهارب عبد الله السنوسي هو من يقود الكتائب، مشيرا إلى أن الثوار غنموا أيضا آليات وأسلحة.
بني وليد وسرت وتأتي التطورات الميدانية في جنوبي ليبيا، بينما لا يزال الثوار يواجهون مقاومة من قبل مئات من الموالين للقذافي في بني وليد وسرت.
ففي بني وليد (180 كيلومترا جنوب شرق طرابلس)، اندلع مجددا اليوم قتال عنيف بين الثوار وفلول الكتائب.
وقال المفاوض والقيادي الميداني عبد الله كنشيل لوكالة فرانس برس إن القتال اندلع صباح اليوم، مؤكدا أن سيف الإسلام القذافي شوهد في المدينة التي فر نحو نصف سكانها إلى مدن قريبة مثل مصراتة.
وأضاف كنشيل أن وجود سيف الإسلام مؤكد، وأن وجود والده معه في بني وليد مؤكد بنسبة 70%. وكان الثوار قد اضطروا في وقت سابق إلى الانسحاب من بعض الأحياء التي دخلوها من المدينة بسبب غزارة نيران فلول الكتائب، وأيضا بسبب اندفاع غير محسوب للمشاة.
وتحدث كنشيل عن اتصالات تجري لتأمين خروج نحو خمسين ألفا من سكان بني وليد، التي ألقت فوقها طائرات تركية قبل يومين أطنانا من المساعدات، قبل أن تتعرض لإطلاق نار من أتباع القذافي لم يصبها.
فارون من بني وليد وسرت اتهموا الموالين للقذافي باستخدامهم دروعا بشرية (الأوروبية) وكان المتحدث باسم النظام المنهار موسى إبراهيم تحدث عن أسر 17 ممن وصفهم بالمرتزقة الفرنسيين والبريطانيين ومن جنسيات أخرى في بني وليد، وهو ادعاء كذبه اليوم المتحدث العسكري باسم المجلس الانتقالي. كما أن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه نفى اليوم أن يكون لفرنسا مرتزقة بليبيا.
وفي الأثناء، تواترت أنباء عن قيام الموالين للقذافي في بني وليد بإعدام عدد من الرجال المؤيدين للثوار، ووضع آخرين في حاويات.
دروع بشرية وفي سرت (400 كيلومتر تقريبا شرق طرابلس)، استأنف الثوار صباح اليوم محاولات السيطرة على مناطق جديدة داخل المدينة، بعدما عاودوا الليلة الماضية تنظيم صفوفهم.
ويسعى الثوار إلى السيطرة على مجمع واغادوغو للمؤتمرات الذي يشتبهون في أنه مقر قيادة لفلول القذافي، بيد أن نيران القناصة والقذائف الصاروخية تبطئ تقدمهم.
ويتريث الثوار في استخدام السلاح الثقيل حتى يخرج عدد أكبر من السكان، وفق ما قاله بعض قادتهم الذين يشتبهون في أن معتصم ابن معمر القذافي موجود في الضواحي الجنوبية لسرت.
وكان الثوار قد سيطروا في وقت سابق على منطقتيْ سلطان وهراوة شرق مدينة سرت، وقالوا إنهم سيواصلون زحفهم من جهات مختلفة.
وقال سكان تمكنوا من مغادرة سرت إن الموالين لمعمر القذافي يستخدمون مدنيين دروعا بشرية.
ونقلت وكالة فرانس برس عن طارق محمد -الذي غادر المدينة مع زوجته وابنتيهما- أن المسلحين داخل المدينة يقصفون بالأسلحة الثقيلة المناطق السكنية.
وذكر سكان فروا اليوم أن فلول الكتائب حذرتهم من مغبة مغادرة المدينة. وقال ثوار إنهم رصدوا اتصالات يأمر فيها بعض قادة الكتائب بإطلاق النار دون أي اعتبار للمدنيين، متجاهلين اعتراضات من زملاء لهم.
ويساعد الثوار المدنيين الفارين، لكنهم قبضوا أيضا بين أولئك الفارين على عناصر يعتقدون أنها كانت تقاتل داخل سرت. الجزرة + وكالات