في لوس أنجلوس هناك رصيف المشاهير يرتاده ملايين البشر كل عام لجماله وتزيين أرضياته بنجوم تحمل أسماء عدد من المشاهير. في بعض دول العالم هناك رسومات على الأرصفة. هناك فنانون مشاهير متخصصون ومحترفون في تزيين الأرصفة بالرسومات ثلاثية الأبعاد. هناك أرصفة دون مبالغة لا يمكن وصفها لجمالها وجمال رسوماتها، يرتادها الناس خصيصاً للتصوير وتناول القهوة والتجوّل! اليوم في بلادنا أرصفة محدودة جدا هي التي تستطيع المشي عليها أصلاً! حينما تتجه لأحد الأسواق لابد أن تكون بطلا أولمبيا حائزاً على ميدالية فضية في الوثب الطويل، و برونزية في الوثب الثلاثي، وذهبية القفز بالزانة! ليس هناك رصيف واحد يفتح النفس طبعا باستثناء عدد محدود جداً من الأرصفة المخصصة أساسا للمشي كل ما هنالك بقايا أرصفة. مجموعة بلاطات يتحكم فيها صاحب المنشأة التي تطل على الشارع. بالقياس الذي يريد.. بالارتفاع الذي يريد. بالشكل الذي يريد. بعضها مكسور. بعضها يشكل خطرا على الناس... و"اللي مو عاجبه يبلط الرصيف على حسابه"! فإن تساوت الأرصفة واتسعت تم احتلالها من قبل الباعة وأصحاب المحلات. حتى تعودنا على احتلال الرصيف: كراتين. مواعين . قدور. مكانس لم تعد هذه المناظر تستفزنا أو تثير غرابتنا! ما زال رجاؤنا قائما. فالأرصفة ليست ملكا للحكومة ولا للتاجر. الأرصفة ملك للناس. يقفون عليها. يسيرون عليها. يمارسون رياضة المشي عليها.. قلت سابقاً إن أشهر الشوارع في العالم لم تكتسب شهرتها وأهميتها إلا بسبب أرصفتها. بل لم تحظ بكل هؤلاء المرتادين الذين يذرعون بلاطاتها طولا بعرض، ليلا بنهار، لولا رحابتها واتساعها! الأرصفة تعتبر واجهة حضارية للبلد يجب الاهتمام بها. المصدر : صحيفة الوطن