تحول الرصيف في شوارع صنعاء إلى مكان مختلف عن ذاك المخصص للمشي، فهو الى جانب مهمته الأساسية، يستضيف وجبة الإفطار في الصباح، وجلسة تناول القات «التخزينة» عصراً، ويكون في الليل ملاذاً وحيداً ليريح عليه المشردون أجسادهم المنهكة، ومن أحدث مهماته ان معارض السيارات باتت تستخدمه مساحة مضافة للعرض، تحت أعين جهات الرقابة. لذا فالرصيف «عامر» دوماً في صنعاء، لا يخلو في الليل أو النهار من حدث ما، وبخاصة إذا كان قريباً من كافتيريا أو مطعم شعبي، أو ارتفع بناؤه بجوار المحال التجارية بما يوفر لل «مخزنين» منطقة مرتفعة عن الشارع العام، تمكنهم من الاستمتاع بما يحدث أمامهم ومتابعة أعمالهم في آن. لم يعد مستغرباً منظر أشخاص يتناولون فطورهم مفترشين الأرض بالقرب من مطعم شعبي، أو كافتيريا أو مقصف، بعد قرار صاحبه استغلال الرصيف أمامه، لخدمة زبائنه بعد ان استغنى تماماً عن الطاولات والكراسي واستبدلها بمفارش «حصير» يجلس عليها الزبائن بأريحية كبيرة وتصلهم طلباتهم ما أن تعلو أصواتهم وبالطبع يكونون دفعوا الحساب مسبقاً. «الرصيف» لا يخلو من «مُستغلين» في الأسواق أيضاً، فأصحاب المحال يخرجون بضائعهم الى الشارع، والأطفال والكبار من أصحاب البسطات يستغلونه لبيع بضائعهم البسيطة سواء كانت ملابس أم مواد غذائية، أم اواني طبخ أم حتى أدوات كهربائية. آخرون من الباعة المتجولين لا يستقرون على رصيف بعينه، لكنهم يتوقفون بعرباتهم ذات العجلات على أي رصيف يجدون فيه رزقاً، وأكثر هؤلاء هم بائعو ساندويتشات البطاطا المقلية أو المسلوقة والفلافل أيضاً والمنتشرون في الأسواق بكثرة، بخاصة في مواسم الأعياد. هذا لا يعني أن لا أرصفة في العاصمة يستطيع المشاة السير عليها كما يضمن لهم ذلك القانون، لكنها محدودة وعدد الناس الذين يرتادونها محدود أيضاً وتتركز في الأحياء الراقية والبعيدة من الضجيج، أما تلك العامرة بالناس فيستغلها أصحاب الأعمال التجارية لمصلحة تنمية أعمالهم حتى ولو على حساب الرصيف. مظهر آخر يستغل فيه الرصيف في العاصمة صنعاء أسوأ استغلال وهو ركن السيارات عليه، من دون مراعاة أن هذه المساحة من الشارع مخصصة فقط لتسير عليها أرجُل البشر وليس إطارات السيارات، ما يسبب بمرور الوقت انهيار الرصيف، أو تهتك أطرافه للصعود عليه في أحيان كثيرة بشاحنات ثقيلة إذا ما كانت المساحة تسمح بركن أحداها. أمام كل ذلك لا يبقى أمام المارة في العاصمة صنعاء والضاجة بالسيارات إلا السير مع المركبات في المسار ذاته، أو الصعود تارة إلى المساحات المتبقية من الرصيف، والنزول تارة أخرى إلى الشارع العام، في مجازفة غير محمودة العواقب بخاصة في الشوارع المزدحمة والآهلة بالسكان في آن. إلى ذلك يحدث أن تجد مساحة فارغة من رصيف ما يمكنك السير عليها بأمان، وذلك لبعدها من المطاعم الشعبية، ومعارض السيارات والأسواق، لكن توقع في أية لحظة أن تسمع صوت محرك دراجة نارية تسير بأقصى سرعتها خلفك أو باتجاهك، لأن الشارع مزدحم، الأمر الذي يدفعه لاستغلال الرصيف بما يوصله سريعاً إلى حيث يريد. وعلى رغم أن القانون اليمني يعاقب مرتكبي هذه المخالفات وغيرها من المخالفات المرورية بدفع غرامات مالية تصل إلى 5000 ريال يمني (حوالى 25 دولاراً أميركياً)، كما يصل الأمر إلى سحب رخصة القيادة لمدد تترواح بين العام والثلاثة أعوام، إلا أن هذه المظاهر تستمر. فقانون المرور ينص في فقرات مادته ال70 على أن السير أو الوقوف بالمركبة على الرصيف المخصص للمشاة مخالفة قانونية تكلف مرتكبها مبلغاً لا يقل عن 1000 ريال يمني (ما يقارب 5 دولارات اميركية) ولا يزيد عن 5000 ريال. فيما توقف بموجب القانون رخصة القيادة لمن يدان بارتكاب هذه المخالفات لمدة سنة، وتسحب رخصة كل من أرتكب ثلاثاً من تلك المخالفات خلال سنة واحدة ولمده لا تقل عن ثلاث سنوات، وعلى رغم ذلك إلا أن الجهات المختصة تغض النظر عن مخالفات كثيرة، فيما تمر الأيام بين 4 و10 أيار (مايو) من كل عام من دون مخالفات مرورية، ذلك أن تلك الفترة توافق احتفاء اليمن بأسبوع المرور العربي. إحصاءات قدرت إدارة المرور اليمنية عدد السيارات التي تحمل لوحات أجرة والعاملة في أمانة العاصمة صنعاء ب 50 ألفاً. فيما يبلغ عدد الباصات العاملة في نقل الركاب 15 ألف باص: 700 باص كبير سعة 26 راكباً. 7300 باص متوسط سعة 14 راكباً. 7000 باص صغير سعة 7 ركاب. وتورد الإحصائية الصادرة نهاية العام الماضي120 معرضاً لبيع السيارات بكل أنواعها.