وسط تضارب التقارير حول حالته الصحية ، خرج الخبير الأمني المصري اللواء سامح سيف اليزل على الملأ بتصريحات مثيرة أكد خلالها أن القانون العسكري المصري يُلزم المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإقامة جنازة عسكرية للرئيس المخلوع حسني مبارك في حال وفاته قبل صدور أحكام نهائية ضده. وأضاف سيف اليزل في مداخلة هاتفية مع برنامج "هنا العاصمة" على قناة "سي بي سي" الفضائية في 20 يوليو أن القانون العسكري المصري ينص علي أن الجنازة العسكرية يستحقها الضباط من رتبة الفريق حتى ولو كان محالاً إلى المعاش التقاعد طالما لم يصدر بحقه أية أحكام مخلة بالشرف أو عقوبة تمس الحياة العسكرية أو ثبوت تهمة تخالف القانون العسكري. وتابع أن مصر سوف تسمح للرؤساء والملوك الذين يرغبون بحضور الجنازة بدخول البلاد لكن بصفة شخصية وليس بصفة رسمية، مشيراً إلى أنه لن تقام للضيوف مراسم استقبال رسمية ولن يعزف النشيد الوطني ولكن سوف يقوم المجلس العسكري بإرسال مندوبين عنه لاستقبال الضيوف. وعن حضور نجلي الرئيس السابق للجنازة ، قال سيف اليزل :"هذا الأمر متروك حسب القانون المصري لوزير الداخلية، حيث أن من حقه السماح للأقارب من الدرجة الأولى المسجونين على ذمة قضايا أو الذين يقضون فترة أحكام بالخروج لمدة 24 ساعة لحضور الجنازة وتلقي العزاء".
ويبدو أن تصريحات سيف اليزل السابقة جاءت في توقيت هام جدا خاصة وأنه هناك حالة من الضبابية تلف الأنباء الخاصة بصحة مبارك منذ أطاحت ثورة 25 يناير بنظامه وأجبرته على ترك الحكم .
ففي 17 يوليو ، صرح فريد الديب محامي مبارك بأن موكله الذي خلع عن كرسي الحكم في فبراير/ شباط دخل في حالة غيبوبة تامة ، مشيرا إلى أنه جرى إبلاغه بحدوث تدهور مفاجيء في صحة مبارك وأنه في طريقه إلى شرم الشيخ.
ولم تكد تمر ساعات على التصريحات السابقة إلا وخرج مدير مستشفى شرم الشيخ الذي يرقد فيه الرئيس المخلوع حسني مبارك منذ بدء التحقيقات معه وصدور قرار النائب العام بحبسه لينفي على الملأ صحة ما سبق .
وقبل ذلك وتحديدا في 11 يوليو ، كشف الكاتب الصحفي المصري إبراهيم عيسى أن مصادر شديدة الثقة وقريبة جدا من مبارك أكدت له أن قلبه توقف عن العمل لمدة دقيقتين كاملتين . وأضاف عيسى خلال برنامجه "في الميدان" على قناة التحرير أن الرئيس المخلوع شعر بآلام شديدة فى قلبه وحاول استدعاء الطبيب المعالج له بإستخدامه جرس الغرفة القريب منه إلا أنه اختل توازنه وسقط على الأرض وتم إسعافه بالصدمات الكهربائية. ولم يكتف عيسى بما سبق ، بل إنه طالب أيضا المسئولين بوضع خطة مستقبلية في حال وفاة الرئيس المخلوع ، قائلا :" الأعمار بيد الله ولكن يجب على الدولة أن تحدد ماذا ستفعل حيال وفاة مبارك ، هل سيشيع بجنازة عسكرية، وهل سيتم استقبال وفود من دول أخرى، وهل سيخرج جمال وعلاء من سجن طرة لتشييع جنازته؟". ورغم أنه لم يصدر حينها تعليق رسمي على تساؤلات عيسى ، إلا أن تصريحات سيف اليزل في 20 يوليو جاءت لتقدم فيما يبدو إجابة وافية في هذا الصدد ، بل ومن شأنها أيضا أن تضاعف دعوات المعتصمين في ميدان التحرير لتسريع محاكمة الرئيس المخلوع لكي لا يحظى بجنازة عسكرية. محيط - جهان مصطفى