لا يمكن لأحد المزايدة على وطنية احد أو إلقاء الاتهامات جزافا كلما جاء ذكر الناقل الوطني سلبا، خاصة إذا جاء التناول من الصحافة التي هي عين المجتمع وبصره. فالصحافة كعادتها، مناط بها تشخيص الداء وترك روشتة الدواء إلى أولي الأمر. وقد كان هذا ديدن الصحافة طيلة الفترة الماضية – وسيظل - حيث كانت الانتقادات تنتاش الناقل الوطني بصورة متكررة. المؤسف أن الانتقادات المتكررة لأداء الناقل الوطني، تقابلها الشعارات المجافية للواقع التي دأب بعض المسئولين بناقلنا الوطني العزيز، على ترديدها بجودة الخدمات المقدمة من قبل الناقل الوطني، رغم مجافاتها الواقع. فبينما جاءت انتقادات الأولون انطلاقا من البحث عن الأفضل لهم كعملاء والأفضل ل"السعودية" كطيران عملاق، يجوب أركان الدنيا الأربعة، و مواجه بمنافسة ضروس، جاء مدح الآخرين حفاظاً على الكراسي التي يجلسون عليها.. علما بأنه لكي يكون الكرسي وثيرا تحتهم، لابد من "إسكات" نبرات النقد المتصاعدة.. ولن يتأتى ذلك إلا باستماع الأخيرين إلى الأولين بقلب صاحِ ومعرفة العلة والعمل على علاجها قبل أن تتمدد ويصعب علاجها. ما ظهر في التقرير الخاص لمؤسسة الخطوط العربية السعودية والذي ناقشه مجلس الشورى مؤخراً والذي أوضح وجود 5 مليارات ريال في قوائمها المالية كمصروفات نثرية جعلت مسئولي ناقلنا الوطني يسابقون الفضاء في تبرير هذه النثريات وأوجه صرفها على أمل أن لا تفهم على أنها ترفٌ لا طائل من ورائه. لاحاجة لي بالتذكير أن الناقل الوطني يساهم في الاقتصاد الوطني، وليس هناك من لا يرغب في رفاهه ورفاه إخوته وأهله وعشيرته ووطنه، أو أن يرى أمته فوق هام الأمم. أما أن ينظر إليهم على أنهم مغرضين تنقصهم الوطنية، فتلك لعمري جريرة، لم يجرِ بها قلم من قبل. أما أن تسوء الأمور بذلك الشكل كما عكسته الأحداث الأخيرة من إشاعة تقديم لحوم الحمير كوجبة أساسية على رحلات الناقل الوطني، فذلك لعمري، شئ لم يكن متوقعا قط، وأتمنى أن يكون الأمر عارِ من الصحة، وان لا يكون ذلك مجرد أمنية حبيسة الصدور. لابد من السعي الجاد إلى تطوير وترقية خدمات ناقلنا الوطني ونفض غبار هذه المشكلة الأخيرة، حتى يكون بحق مصدر فخر إعزاز للمواطن السعودي، كما كان عليه في السابق ..