دبي حذّر خالد الكمدة (مدير عام هيئة تنمية المجتمع في دبي) من تفشي ظاهرة عزوف الشباب المواطن عن الزواج، وتداعياتها السلبية على المجتمع، داعياً المواطنين إلى الإحساس بمسؤولياتهم تجاه المجتمع، خصوصاً في ظلّ الخلل في التركيبة السكانية. وتبين الإحصاءات أن هناك ثلاث خريجات مواطنات من الجامعة سنوياً مقابل خريج واحد من الشباب، ما يعني أن هناك مواطنات يعزفن عن الزواج لعدم التكافؤ العلمي بينهن وبين كثير من الشباب المواطنين. كما تشير الإحصاءات إلى أن 70٪ من حالات الفراق الأسري تحدث نتيجة لقلة ذات اليد، وهذا يحدث غالباً نتيجة للديون المتراكمة على الشاب.
ويمتنع كثير من الشباب والشابات عن الزواج لاستكمال الدراسة، وقد تصل بهم الحال إلى سن ال30 عاماً من دون التفكير في الزواج. كما يرفض الكثير من الشباب التفكير في الزواج إلا بعد إكمال كل متطلبات حياته الزوجية، التي غالباً ما تتطلب مبالغ مالية ضخمة.
وقال الكمدة إن "تفشي ظاهرة عزوف الشباب الموطنين عن الزواج تزيد بدورها من أعداد المواطنات اللاتي ليس لديهن فرصة للزواج"، مشيراً إلى أن التركيبة السكانية إن بقيت على حالها فسيكون المجتمع بأكمله في خطر على المدى البعيد.
ونقلت صحيفة "الامارات اليوم" عن الكمدة ان "وقوع الشباب المواطن فريسة لدوامة القروض والديون في مقتبل حياته، من أجل وسائل الرفاهية المختلفة، يكون عائقاً كبيراً إذا ما أراد التفكير في الزواج، حتى إن تزوج الشاب في هذه الظروف المعيشية، فإن نسبة كبيرة منهم تلجأ للطلاق بعد عام واحد فقط من زواجها، نتيجة لضغوط الحياة، حيث إن أغلبهم يفضلون الانفصال للتخلص من أعباء الحياة"، مشيراً إلى أن تلك الظاهرة باتت تنتشر في المجتمع الإماراتي، وتعد من مؤشرات الخطر.
ويرى أحمد الحداد (كبير المفتشين في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي) إن "أبرز أسباب عزوف الشباب المواطنين عن الزواج، هو الغلاء الفاحش في المهور"، معتبراً أن ذلك هو السبب الرئيسي وراء تلك المشكلة، ودعا إلى الاعتدال في طلبها حتى لا تكون عائقاً أمام الشباب.
وتابع الحداد "التكاليف الباهظة للأعراس تأتي في المرتبة الثانية من أسباب عزوف الشباب عن الزواج"، مشيراً إلى مغالاة كثيرين فيها، إلى حد يتجاوز مئات الآلاف من الدراهم، تنفق في ليلة واحدة.
وتساءل عن قيمة هذه النفقات الباهظة التي يستدين لأجلها الشاب من البنوك وغيرها من المؤسسات، خصوصاً أنه في بداية حياته الأسرية.
وأشار الكمدة إلى أن علاج مشكلة عزوف الشباب عن الزواج في المجتمع تقتضي بث ثقافة جديدة في عقولهم، حتى لا تنزلق أقدامهم ويكونوا من ضحايا هذه المشكلة، داعيا المواطنات إلى التكيف مع الظروف العامة للمجتمع، بحيث لا يشترط أن يكون من يتقدم إليها حاصلاً على مؤهل جامعي، بل عليها أن ترضى بمؤهل أقلّ وبوضع مالي أقلّ، حتى لا يفوتها قطار الزواج.
وأكد الكمدة أن علاج هذه الظاهرة ليس في يد الحكومة وحدها، فالأسرة ورجال الأعمال، ورجال العلمأ شركاء فيه، وعليهم أن يقوموا بأدوارهم في علاجها ومكافحتها، سواء من خلال التوعية والإرشاد أو الدعم المالي للشباب.
وطالب الشباب إلى التروي والاعتدال في تكاليف الإعداد للزواج، محذرا من الآثار السلبية لانتشار ظاهرة عزوف الشباب المواطن عن الزواج، كونه يصبح معرضاً للوقوع فريسة لمشكلات اجتماعية وأخلاقية كبيرة، مثل الزنى، والعادة السرية، وكثير من العادات السيئة.
ودعا الحداد المواطنين في جلسة نقاشية مفتوحة مع شباب مواطنين في مجلس الراشدية الثقافي، نظمتها هيئة تنمية المجتمع في دبي إلى تعدد الزوجات، مشيراً إلى وجود كثير من الأدلة في القرآن الكريم والسنّة النبوية تدعو إلى ذلك، مؤكداً الحاجة الماسة لانتشار تلك الثقافة في المجتمع الإماراتي، لعلاج كثير من الظواهر السلبية الناتجة عن عزوف الشباب عن تلك الفكرة.
وطالب مواطنون حضروا الجلسة النقاشية بضرورة تدخل الحكومة لوضع حد لظاهرة البذخ والإسراف في الأعراس، فضلاً عن ضرورة دعم المواطنين مالياً، لتشجيعهم على الزواج من أكثر من امرأة، وإنجاب كثير من الأبناء، خصوصاً في ظل غلاء الأسعار، وحاجة الزواج إلى نفقات كثيرة، متسائلين عن كيفية المناداة بتعدد الزواجات والدخل ثابت.