أصدرت وزارة الشؤون البلدية والقروية نشرة إرشادية تهدف إلى تجنب أخطار تلوث المواد الغذائية بالمبيدات التي تُستخدم للحد من انتشار الآفات في المحاصيل الزراعية ، وسبل الوقاية منها سواء خلال عملية استخدام المبيد أو خلال تحضير الخضروات والفاكهة قبل تناولها ، بهدف القضاء على الملوثات التي قد تحملها الأغذية للحفاظ على سلامة المواطن، وحمايته من أي ملوثات قد تضر بصحته. ونوهت الإرشادات بالدور الذي تلعبه ربة المنزل في عمليات تجهيز الخضروات والفاكهة، حيث يعتبر غسيل وتقشير الفاكهة والخضار عند تحضير الأطعمة العامل الأهم في تخفيف تركيز المبيدات بنسبة 99% وهذا يكون حسب نوع الطعام ونوع المبيد، مشددة على ضرورة غسيل الخضروات والفاكهة بمياه الصنبور وباستعمال فرشاة التنظيف إذا أمكن في بعض الأحيان ، وفصل الأوراق الخارجية للخضار مثل الخس والملفوف وغيرهما، وتقشير الفاكهة والخضار مثل التفاح والكمثرى والبطاطا والجزر ، فضلا عن إزالة الشحوم من اللحم ، والجلد من الدواجن والأسماك (حيث أن بعض المبيدات تتركز في المادة الشحمية للحيوانات) . وقد أدى التوسع في المساحات المزروعة وضرورة الحصول على إنتاج وفير وذي نوعية جيدة إلى استعمال الكثير من المواد الكيميائية ومن ذلك مبيدات الآفات التي تعتبر السلاح الفعال في محاربة الآفات التي تفتك بالمحاصيل الزراعية المختلفة ، وعلى الرغم من الفوائد التي تقدمها هذه المواد فأن لها الكثير من المساوئ خصوصا عند إساءة استخدامها، حيث تؤدي إلى أضرار فادحة تهدد صحة الإنسان والحيوان والنظام البيئي بشكل عام، فالمبيدات تخلف كميات كبيرة من آثارها المتبقية في المحاصيل الزراعية الغذائية والماء والتربة، حيث تنتقل إلى الإنسان وتتجمع في الأنسجة الدهنية والكبد والكلى والطحال والغدد الدرقية وغيرها، وتسبب له أضراراً ملموسةً. وتوجهت الإرشادات ببعض التوصيات والتوجيهات إلى العاملين بالمجال الزراعي ، وطالبت باستعمال المبيد بعناية ودراية كاملة بكيفية استخدامه عن طريق أدوات رش ذات كفاءة عالية من حيث توزيع المبيد والابتعاد عن الرش الجوي الذي يتسبب في زيادة التلوث وتجنب الرش أثناء هبوب الرياح، وإتباع وسائل السلامة المهنية وحماية جسم الإنسان من رذاذ المبيدات بواسطة ارتداء ملابس الوقاية وتجنب وصول المبيدات إلى مصادر المياه ، فلقد أثبتت الدراسات العلمية أن ما نسبته 90% من المبيدات لاتصل ولا تستقر على الآفة المراد مكافحتها و لكن تصل إلى البيئة عن طريق الرش على التربة, حيث يتناثر المبيد أثناء الاستخدام, وبواسطة التخلص الخاطئ من عبوات ومخلفات المبيدات, و أثناء سكب المبيدات على التربة بطريق الخطأ ، كما طالبت الإرشادات بالالتزام بفترة التحريم بعد الرش حيث من الضروري أن لا تورد الخضروات والفاكهة إلى الأسواق إلا بعد انقضاء فترة التحريم للتخلص من المبيد ، وهي تختلف من مبيد لآخر ومن محصول لآخر. وأهابت الإرشادات عبر بعض التوصيات للجهات الحكومية والرقابية ، بضرورة الكشف الدوري والمستمر عن بقايا المبيدات في المواد الغذائية المختلفة للتأكد من عدم تجاوزها الحدود المسموح بها التي أقرتها المواصفات العالمية والمحلية الآمنة، وضرورة إلحاق مختبرات ذات كفاءة للكشف السريع عن بقايا المبيدات في جميع الأسواق المركزية لمناطق المملكة المختلفة بهدف الرقابة على الأغذية والفاكهة والخضروات قبل وصولها إلى المستهلك، كما أوصت بالالتزام بالبرامج الموضوعة لمكافحة الآفات والوقاية من أخطار المبيدات المتعلقة بالتوعية والإرشاد ، كما طالبت الإرشادات بضرورة مصاحبة المواد المستوردة شهادات معتمدة توضح خلفية استخدام المبيدات عليها وكذلك خلوها من المتبقيات أو احتوائها على مستويات ضمن الحدود المسموح بها.