قال رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري الجمعة إن من قتلوا وزير المالية السابق محمد شطح هم أنفسهم من قتلوا والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في 2005. واغتيل شطح مستشار الحريري الذي يتزعم تيار المستقبل في لبنان، الجمعة، في انفجار سيارة مفخخة وسط العاصمة اللبنانيةبيروت في منطقة عين المرسية، حسبما أفادت مراسلتنا. وقال الحريري في تغريدات له على موقع تويتر:" الذين اغتالوا محمد شطح هم الذين اغتالوا رفيق الحريري". ويتهم الحريري حزب الله وحليفه النظام السوري باغتيال والده. وأصدرت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قرارا اتهامي في عام 2011 حددت فيه خمسة عناصر من حزب الله قالت إنهم متورطون في اغتيال الحريري. والمتهمون الخمسة متوارون عن الأنظار. ورفض حزب الله تسليمهم إلى المحكمة التي يعتبرها "أداة إسرائيلية أميركية" لاستهدافه. وقال الحريري:" إنه الحقد بعينه على كل إنسان يحمل رايات الشهيد رفيق الحريري وينادي بدولة لا شريك لها في القرار الوطني". وكان شطح متوجها إلى منزل الحريري، حيث كان من المقرر أن يعقد اجتماعا لكتلة 14 آزار المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، لبحث الأوضاع الأمنية في البلاد، بحسب النائب عن تيار المستقبل مصطفى علوش. وأسفر الانفجار عن مقتل 8 أشخاص على الأقل وجرح العشرات. وذكرت "رويترز" أن سيارات الإسعاف شوهدت وهي تنقل الضحايا. وقالت إن الانفجار دمر مطعما ومقهى وإن عددا من السيارات اشتعلت فيها النيران وإن الزجاج المحطم تناثر في كل مكان وانتشرت رائحة المتفجرات في الأجواء. وأغلقت معظم أحياء العاصمة اللبنانية بعد أن سدت الشرطة الطرق في أرجاء المدينة. وكان آخر ما قاله محمد شطح منذ ساعات على موقع تويتر "حزب الله يهول ويضغط ليصل إلى ما كان النظام السوري قد فرضه لمدة 15 عاما.. تخلي الدولة له عن دورها وقرارها السيادي في الأمن والسياسة الخارجية". وحمل رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة بشكل ضمني دمشق وحزب الله مسؤولية الاغتيال، ودعا المحكمة الدولية إلى ضم ملف شطح إلى قضية اغتيال الحريري. وقال إن "القاتل نفسه الذي يوغل في الدم السوري واللبناني .. المجرم الذي تعرفونه والذي تؤشرون عليه". وأوضح أن الاجتماعات ستظل مفتوحة للبحث في رد فعل تيار المستقبل على اغتيال شطح. من جانبه، قال رئيس الوزراء المكلف تمام سلام إن "اغتيال شطح دليل على أن لبنان يتعرض لمؤامرة"، فيما اعتبر رئيس البرلمان نبيه بري عملية الاغتيال "محاولة لإيقاع الفتنة بين طوائف لبنان ومذاهبه". وفي تصريحات لسكاي نيوز عربية، قال الرئيس اللبناني الأسبق وزعيم حزب الكتائب اللبنانية أمين الجميل إن هناك رابطا بين اغتيال شطح ومسيرة الشهداء التي بدأت باغتيال رفيق الحريري. وأشار الجميل إلى إن المقصود من التفجير ليس اغتيال شطح في إطار تصفية حسابات سياسية فقط، بل أيضا استهداف اقتصاد لبنان وأمنه من حيث وقوف التفجير في في منطقة تعج بالسياج ورجال الأعمال". ورأى أن الاغتيال سيؤثر على مجريات المحكمة الدولية التي من المقرر أن تنعقد في يناير، قائلا :" آن الأوان أن تقول المحكمة كلمتها في أسرع وقت ممكن".