الحريري: "المتهمون بالنسبة لنا، وحتى إشعار آخر، هم أنفسهم الذين يتهربون من وجه العدالة الدولية، ويرفضون المثول امام المحكمة الدولية، إنهم أنفسهم الذين يفتحون نوافذ الشر والفوضى على لبنان واللبنانيين، ويستدرجون الحرائق الإقليمية الى البيت الوطني". ضرب امس الارهاب الاسود بيروت , فقتل الوزير السابق محمد شطح السياسي البارز المقرب من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في انفجار وقع امس في وسط بيروت ,اتهم سعد الحريري زعيم تيار المستقبل اللبناني قتلة والده رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في عام 2005، باغتيال مستشاره ووزير المالية السابق محمد شطح , في اشارة الى حزب الله وسوريا. وقال مسؤول في قوى 14 آذار الذي يعتبر الحريري احد ابرز اركانها، لوكالة فرانس برس "استهدف الانفجار الوزير السابق محمد شطح الذي كان يفترض ان يشارك في اجتماع مقرر في منزل الرئيس سعد الحريري" الواقع على بعد مئات الامتار من مكان الانفجار. ووقع الانفجار في الوقت نفسه تقريبا الذي كان مقررا فيه الاجتماع في الساعة التاسعة والنصف. وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام ان الانفجار ناتج عن سيارة مفخخة، وانه اسفر عن مقتل خمسة اشخاص واصابة اكثر من خمسين آخرين بجروح وتضرر العديد من المباني. ويعتبر محمد شطح من اكبر مستشاري الحريري وهو من السياسيين الناشطين والبارزين في قوى 14 آذار المناهضة للنظام السوري. وشطح وزير مالية سابق، وسفير سابق للبنان في واشنطن. وكان شطح معروفا بخطابه الهادىء. يتولى خصوصا في تيار المستقبل الذي يتراسه الحريري، العلاقات الخارجية ويمثل الحريري في كل اللقاءات مع المسؤولين الاجانب واعضاء السلك الدبلوماسي. رسالة ارهابية وقال الحريري في بيان إن "الذين اغتالوا محمد شطح هم الذين اغتالوا رفيق الحريري، والذين يريدون اغتيال لبنان وتمريغ أنف الدولة بالذل والضعف والفراغ ..إنها رسالة إرهابية جديدة لنا، نحن أحرار لبنان في تيار المستقبل وقوى 14 آذار"، بحسب وكالة الاعلام الوطنية اللبنانية. وأضاف الحريري: "المتهمون بالنسبة لنا، وحتى إشعار آخر، هم أنفسهم الذين يتهربون من وجه العدالة الدولية، ويرفضون المثول امام المحكمة الدولية، إنهم أنفسهم الذين يفتحون نوافذ الشر والفوضى على لبنان واللبنانيين، ويستدرجون الحرائق الإقليمية الى البيت الوطني". وتابع: "إرهابيون وقتلة ومجرمون يواصلون قتلنا أمام بيوتنا ومكاتبنا وفي مدننا وساحاتنا وشوارعنا، كما قتلوا رفيق الحريري وكل شهداء انتفاضة الاستقلال، وها هم قد نالوا من رفيق دربنا وشريكنا في الإرادة الصلبة والكلمة الطيبة ومسيرة الدفاع عن لبنان والدولة القرار الوطني المستقل الأخ الدكتور محمد شطح". وذكر البيان أن "الموقعين على الرسالة لا يخفون بصماتهم. ولن يتوقفوا عن سلوك طريق الأجرام والإصرار على جر لبنان الى هاوية الفتنة، طالما هناك في لبنان من يغطي هذه الجرائم ويطالب بدفن الرؤوس في الرمال، ويبرر انتشار السلاح وقيام التنظيمات المسلحة على حساب الدولة ومؤسساتها". ميقاتي يدين ودان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اغتيال شطح. وقال "ندين هذا الاغتيال الذي استهدف شخصية سياسية واكاديمية معتدلة وراقية آمنت بالحوار ولغة العقل والمنطق وحق الاختلاف في الرأي". كما دان "كل اعمال العنف والقتل التي لا توصل الّا الى المزيد من المآسي والخراب والاضرار بالوطن". وفور الكشف عن اسم الشخصية التي استهدفت بالانفجار، ربطت قيادات في قوى 14 آذار بين الاغتيال وبدء المحاكمات في مقتل رفيق الحريري، والد سعد الحريري ورئيس الحكومة السابق الذي اغتيل في فبراير 2005 في انفجار ضخم في وسط بيروت على بعد مسافة قصيرة من موقع انفجار يوم امس . وتبدأ المحاكمات في المحكمة الخاصة بلبنان التي تتخذ من لايدشندام قرب لاهاي في السادس عشر من يناير. ووجهت المحكمة الدولية الاتهام في الجريمة التي اودت ايضا بحياة 22 شخصا آخرين الى عناصر في حزب الله. الحوار هو الحل من جهته , قال وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية مروان شربل اثناء تفقده، امس , موقع الانفجار في محيط فندق فنيسيا ببيروت جراء تفجير بسيارة مفخخة إن "الحل الوحيد" للازمة في بلاده "هو الحوار". واضاف وزير الداخلية اللبناني : "دائما هناك استنكار وكلمة "الله يرحمه" و"ان شاء الله" في أسرع وقت ممكن يخرج الجرحى من المستشفيات، .. ولا أعرف متى سننتهي من هذه المشاهد". وتابع بقوله، ردا على سؤال، "لا أريد أن أتكلم في السياسة.. المفروض أن نجلس ونتحاور مع بعضنا وهذا الحل السياسي الوحيد" . العربي يدين وأدان الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية "بشدة التفجير الإرهابي" الذي وقع وسط بيروت امس وأودى بحياة وزير المالية اللبناني السابق الدكتور محمد شطح، وأربعة اشخاص اخرين وإصابة اكثر من 70 شخصا من المدنيين الأبرياء. وأعتبر الأمين العام أن "جريمة أغتيال الوزير شطح المستشار السياسي للشيخ سعد الحريري، وأحد أبرز قيادات حركة 14 آذار، وفي هذا التوقيت بالذات، إنما هو استهداف لما عرف عن الوزير شطح من مواقف وطنية وفاقية معتدلة وانفتاح سياسي ودور مميز في الدفاع عن وحدة لبنان واستقلاله وسيادته". ودعا الأمين العام "جميع القيادات السياسية اللبنانية إلى اليقظة والحذر وممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتفويت الفرصة على العابثين بأمن لبنان واستقراره، ولحماية لبنان من تداعيات هذا العمل الإجرامي الهادف إلى اشعال نار الفتنة والزج بلبنان في دائرة الفوضى والعنف".
وأعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية علي حسن خليل ، في تصريح له، أنه تمّ انتشال 5 قتلى و71 جريحا جراء الانفجار .