حاولت قوات جنوب السودان امس الخميس الاحتفاظ بموضع قدم في بلدة تشهد معارك ساخنة في صراع يتجه للاتساع ويهدد بتقسيم الدولة الوليدة على اسس عرقية، وهو ما دفع دول شرق أفريقيا للقيام بمحاولة للوساطة. وأدت خمسة أيام من القتال بين جنود موالين لنائب الرئيس السابق ريك مشار من قبيلة النوير وقوات رئيس جنوب السودان سلفا كير وهو من قبيلة الدينكا إلى مقتل 500 شخص في الدولة التي قامت منذ عامين فقط بعد انفصالها عن السودان لكن هذه الاضطرابات لم تؤثر على انتاج النفط. وقال وزير الإعلام بجنوب السودان مايكل مكوي لويث: إن إنتاج بلاده من النفط لم يتأثر بالقتال الدائر لكن المواجهات امتدت إلى خارج العاصمة. وأبلغ لويث رويترز بالهاتف: «لا يوجد قتال عند حقول النفط. إنها هادئة. النفط يتدفق كالمعتاد». وأضاف أن قتالا دار خلال الليل وصباح امس الخميس في بور بولاية جونقلي، حيث تخوض قوات حكومية قتالا مع قوات موالية للنائب السابق للرئيس. وقال: إن المتمردين يسيطرون على معظم بور. وصرح بأن المنافسة السياسية لا العرقية هي السبب وراء القتال. وتسافر مجموعة من وزراء خارجية عدة دول في شرق افريقيا الى جنوب السودان في مسعى لانهاء القتال المستمر منذ عدة أيام لتكون اول بعثة أجنبية تدخل جوبا منذ تفجر الصراع. وقال وزير الاعلام: «القوات المتمردة هاجمت بلدة بور مساء امس - الاربعاء - تمكنت من السيطرة على معظم البلدة. والقوات الحكومية تقاوم.» وذكر ان الاشتباكات استمرت خلال الليل وصباح امس الخميس. وامتدت المعارك التي بدأت في العاصمة جوبا يوم الاحد الى بور شمالي العاصمة الأربعاء. وكانت البلدة التي تقع إلى الشمال من العاصمة شهدت مجزرة عرقية في 1991 الأمر الذي أثار مخاوف من الانزلاق مجددا إلى الصراع بين القبائل. وقال مسؤول الليلة قبل الماضية: ان الحكومة فقدت السيطرة هناك. وقال جيش جنوب السودان: إنه فقد السيطرة على بلدة بور المضطربة الأربعاء بعد أنباء عن اشتباكات هناك مع مقاتلين. وقال فيليب اقوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان: «لا نسيطر على بلدة بور.» ولم يذكر مزيدا من التفاصيل. واتهم الرئيس كير نائبه السابق ببدء القتال ومحاولة الانقلاب عليه وهو ما نفاه مشار. لكن كير قال في مؤتمر صحفي: إنه مستعد للحوار مع نائبه السابق الذي أقيل في يوليو . وفي ذات السياق قالت بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان: إن عمال نفط طلبوا الحماية في مجمع للأمم المتحدة بمنطقة بانتيو المنتجة للنفط. وجاء في بيان مقتضب نشرته البعثة على حسابها على تويتر «يطلب عمال نفط الحماية في مجمع بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان بمنطقة بانتيو بولاية الوحدة.» وأضاف البيان أن البعثة توفر مأوى للأهالي في مناطق أخرى. كما قالت بريطانيا امس الخميس: إنها أرسلت طائرة إلى جنوب السودان لإجلاء رعاياها بعد خمسة أيام من الاشتباكات بين القوات الحكومية والمتمردين قتل خلالها ما يصل إلى 500 شخص. وذكرت وزارة الخارجية البريطانية أن الطائرة في طريقها إلى جوبا عاصمة جنوب السودان لإجلاء أي مواطنين بريطانيين يريدون المغادرة . وقال متحدث: إن نحو 150 بريطانيا من بين ما يقدر بنحو 500 بريطاني في جوبا عبروا حتى الان عن رغبتهم في الرحيل، وإن من ظلوا في جنوب السودان نصحوا بالبقاء في منازلهم وتجنب التنقل. وسحبت بريطانيا أيضا كل أفراد طاقم سفارتها غير الضروريين لكن السفارة في جوبا ظلت مفتوحة. وتنصح بريطانيا بعدم السفر نهائيا إلى عاصمة جنوب السودان.