رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" الخطة الامنية التي عرضها وزير الخارجية الأميركي جون كيري في إطار جهوده من أجل دفع مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية والتي تنص على إبقاء وجود عسكري اسرائيلي في الضفة الغربية على حدود الأردن،على ما أفاد مسؤول فلسطيني. وقال المسؤول طالبا عدم كشف اسمه انه خلال لقاء عقد مساء الخميس في رام اللهبالضفة الغربية "رفض عباس الافكار الأمنية لكيري في رسالة رسمية مكتوبة سلمها إلى الجانب الاميركي، مؤكدا رفض وجود الجيش الاسرائيلي على الحدود الشرقية مع الأردن". وأكد مصدر فلسطيني أن لقاء الرئيس الفلسطيني مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الخميس، لم يدم أكثر من نصف ساعة فقط، وأنه انتهى بسرعة، بعد أن قدم الوزير الأميركي أفكاراً تمثل تراجعاً كاملاً عن الأفكار التي قدمها المبعوث الأمني الأميركي السابق جيم جونز، خاصة فيما يتعلق بمنطقة الأغوار. وقال المصدر - الذي فضل عدم ذكر اسمه - إن الأفكار الأميركية تقضي بتواجد إسرائيلي في غور الأردن لمدة 10 سنوات، يتم خلالها تأهيل قوات أمنية فلسطينية لتولي المسؤولية في المنطقة، وهو ما ترفضه القيادة الفلسطينية. ومن ضمن أفكار كيري أيضاً تواجد إسرائيلي غير مرئي ولكنه مقرر على المعابر الحدودية بين الضفة الغربيةوالأردن، فضلاً عن نشر محطات إنذار مبكر على تلال في الضفة الغربية. وبيّنت المصادر أن كيري بمقترحاته الجديدة تخلى تماماً عن الأفكار التي وضعها الجنرال جونز التي تحدثت عن تواجد دولي في الأغوار لقوات من حلف الناتو بقيادة أميركية، وأنه لا يكون هناك أي تواجد إسرائيلي، وبات الأميركيون يتحدثون عن ترتيبات أمنية تتبنى بالكامل وجهة النظر الإسرائيلية سواء ما يتعلق بالأغوار أو المعابر أو الأجواء. وكان الرئيس عباس أبلغ القنصل الأميركي العام في القدس، مايكل راتني، قبل يومين أن الموقف الفلسطيني هو أن لا بقاء لأي جندي إسرائيلي في الدولة الفلسطينية، وأن القيادة الفلسطينية تقبل بوجود طرف ثالث لضمان تنفيذ الاتفاق، مع تمسك الفلسطينيين بدولة على حدود 1967 مع إمكانية تبادل طفيف للأراضي بالقيمة والمثل، وأن تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية. وجراء التراجع الأميركي عن الأفكار المقدمة سابقاً، فإن الاجتماع انفضّ بسرعة بعد رفض الرئيس لهذه الأفكار، إضافة إلى رفضه التام لإرجاء عملية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المعتقلين منذ ما قبل أوسلو.