أطل علينا شهر رمضان المبارك، الذي يتميز بنكهة لا مثيل لها ، تعطرها رائحة العود والقهوة، وتزينها موائد الإفطار الأسرية، وسيحل علينا في ظروف استثنائية صعبة جداً، لغياب عادات جميلة توارثناها من آبائنا وأجدادنا منذ أمد طويل وذلك بسبب جائحة كورونا ذلك الفيروس الذي غيّر حياة البشر، وقلبها رأساً على عقب. فبعد أن كان شهر رمضان المبارك يعد شهر التزاور بين الأسر إلا أنه يجب أن يقتصر هذ العام في ظلال المواجهة المحتدمة مع فيروس كورونا على الجوهر دون المظهر وذلك لحماية أفراد الأسرة من أي عدوى فالمنظمات الصحية حول العالم تشدد وتحث الناس على البقاء متباعدين عن بعضهم وخاصة فيما يتعلق بالتجمعات الأسرية على موائد الإفطار، والتي ينبغى على المواطنين إعادة النظر بمثل هذه اللقاءات كي لا تنتقل العدوى خاصة من أولئك الذين لا تظهر عليهم الأعراض. لذلك بات التباعد الاجتماعي أمراً ضروريًا كونه أحد عوامل مكافحة هذه الجائحة مع العلم أن التمسك بالإرشادات الصحية، والتباعد الاجتماعي، لا يعني نهائياً عدم استمتاعنا بأجواء رمضان والعيدفالسعادة أينما بحثنا عنها سنجدها حتى في أحلك الظروف لذلك يجب علينا مواصلة مواجهتنا مع فيروس كورونا، وأن نعمل جميعنا على احتوائه، ومساندة جهود الجهات الصحية في الدولة، ونلتزم بالتباعد الاجتماعي، وعدم الاختلاط، وتجنّب اللقاءات العائلية الكبيرة. وأخيراً ومع كل ما يدور من أخبار حول جائحة كورونا فإنه يحدونا الأمل بربيع مزهر بهيج رغم كل ما نعانيه من تباعد وكبت وضيق فالحياة لا يوقف عجلتها بلاء أو مصيبة، وليكن شعارنا خلال شهر رمضان المبارك ( إفطارنا لوحدنا من أجل صحتنا ).