يعيش معظم العالم الإسلامي هذه الأيام مفارقة فريدة من نوعها نتيجة دخول شهر رمضان الكريم في وجود جائحة فيروس كورونا المستجد والتي عمت معظم أرجاء العالم، فشهر رمضان المبارك عرف فيه إقبال الناس على المساجد وحضور الصلوات وأداء العمرة وصلة الأرحام والالتقاء على موائد الإفطار والسحور والذهاب للأسواق لشراء أغراض العيد وغيرها من أشكال التواصل والتلاقي المختلفة والتي لن تكون موجودة في شهر رمضان لهذا العام. تحدي جديد سيواجهه المجتمع في العالم الإسلامي خلال الفترة القادمة في التعايش مع ظروف هذا الشهر في هذه الأجواء التي لم يسبق أن مرت على الكثير من الأجيال وخصوصاً بعد أن بادرت العديد من الجهات إلى توعية المجتمع بأن رمضان هذا العام سيكون مختلفاً فرئاسة الحرمين الشريفين أعلنت أنها ستواصل تعليق حضور المصلين للصلوات الخمس والتراويح والتهجد والجمعة خلال شهر رمضان المبارك للحفاظ على صحة القاصدين حسب التوصيات المتبعة من الجهات المختصة كما سيتم تعليق الاعتكاف في الحرمين الشريفين مع استمرار إقامة صلاة التراويح في الحرمين الشريفين واختصارها إلى خمس تسليمات وإكمال القران الكريم في صلاة التهجد. وزير الصحة بدوره أكد أن «شهر رمضان تكثر فيه الأنشطة الاجتماعية، ويأمل أن يكون هذا الشهر في هذا العام مختلف جراء الالتزام بالاحترازات والتباعد الاجتماعي» وهناك العديد من العوامل الرئيسية التي تساعد في تحقيق هذا الهدف فالمساجد مغلقة والتجمعات العائلية معلقة مع منع التجول والسفر الرمضانية المختلفة لن تكون موجودة والالتقاء في السهرات الرمضانية ومشاهدة المسلسلات والفعاليات الرياضية في ليال رمضان غير متوفر وغيرها من الأنشطة والبرامج التي كان الكثير يقوم بها في شهررمضان لن تكون موجودة. بالرغم من كل ذلك فإن علينا أولا أن نلتزم بتطبيق الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية والتي صدرت من الدولة -أيدها الله- وما سنفقده في رمضان من أجواء ولقاءات وغيرها من مناسبات يمكن تعويضه مستقبلاً -بإذن الله- ولعل دخول رمضان في ظل هذه الأجواء من العزلة المنزلية وتعليق الكثير من المناسبات الاجتماعية يكون فيه خير لنا لأن نزاول العديد من البرامج داخل المنزل كإقامة الصلوات وصلاة التراويح وقراءة القرآن جماعة مع أفراد الأسرة أو الالتقاء مع الآخرين في ليال رمضان عبر قنوات التطبيقات المختلفة عبر الإنترنت أو حتى التبرع بالإفطار للفقراء من خلال الحسابات الرسمية للجمعيات الخيرية المعتمدة. نعم سيكون رمضان مختلفاً عما سبق ولكن بكل تأكيد سيكون أفضل لأننا نعيش رمضان اليوم ونحن وسط جائحة فسنلجأ ونتضرع لله في منازلنا ومع أفراد أسرنا لأن يكشف هذه الجائحة وقد يساهم ذلك في أن نكون أقرب لله فلنتفاءل بهذا الشهر الكريم فكل ما يحدث لنا فيه خير وكل عام وأنتم بخير.