أثبتت مهنةُ التمريض أهميتها القُصوى في المسار الصحي ، في مواجهة وباء كورونا العالمي ، فهم قادة التغيير وخط الدفاع الأوَّل ، بل هُم حجر الأساس في المنظومة الصحية. التمريض هو الاستثمار في المُستقبل ، وعادةً ما يُعوِّض أي خلل في القطاع الصحي. الممرض والممرضة هما بصمةُ خير ، مهنتهم إنسانية ، بل رحمة للبشرية ، قال فيكولت:( في المستشفى ، عادةً ما تعرف الممرضات أكثر من الأطباء). وقال عنها جان واتسون: ( التعاطف هو جوهر الممرضة). وقال آخر: حُسنُ الاستقبال نصف العلاج. التمريض هو القلب النابض للمنظومة الصحية ، فإنْ كان للصحَّةِ جسد ، فالتمريض قلبه النابض. هم الجيش الأبيض ، فلا صحَّة بدون تمريض ، هم الذين يبدأون يومهم بزراعة البسمة في قلوب المرضى ، فهم أكثر من يستحقون السعادة. قال تعالى:( ومن أحياها فكأنَّما أحيا الناس جميعاً). مِحنةُ كورونا ردَّت لمهنة التمريض هيبته ، وأعطتهم سمواً واعتباراً. كان الناس ينظرون للتمريض نظرة جاهل ، قال سقراط :( ينبغي للعالم أنْ يُخاطب الجاهل مُخاطبة الطبيب للمريض). وقال الشاعر: ولمَّا رأيتُ الجهلَ في الناس فاشيا ..... تجاهلتُ حتَّى قيلَ أنِّي جاهل ُ فوا عجباً كم يدَّعي الفضلَ ناقصٌ ..... ووا أسفاً كم يُظْهِرُ النقصَ فاضِلُ. جُنود الصحَّة يخوضون اليوم أشرس المعارك ، فهُم بحق بواسل التمريض ، يتمتعون ببحرٍ من الإنسانية والعطاء والتضحية.. إنهُم ملائكة الرحمة ، يتعاملون مع المرضى ، ويرون كُل الضعف البشري ، لكنَّ صُدورهم مقبرة للأسرار ، لا تُنبشُ أبداً. خاص .. لِكُل من يعمل في الميدان الصحي : أنتم رائعُون ، ومهنتكم من أشرف المِهَن ، نرفع لكم العِقال ، ونضرب لكم التحيَّة ، ونُقبِّل جباهكم ، فإلى الأمام يا أُسود الأوبئة!!