فيروس كورونا ربما يكون أصعب عدو واجه البشرية في السنوات الأخيرة، وبالتالي فالمعركة ضده لا تخص دولة بمفردها، بل هي معركة الإنسانية بأكملها. أظهرت أزمة تفشي فيروس كورونا عالمياً أهمية دور التكنولوجيا بوقف التجمعات وتحفيز قطاعات كبيرة من البشر في الوجود بمنازلهم لوقف انتشار الفيروس، سواء بتطبيق سياسة العمل من المنزل والتعليم عن بعد، وبينت أن مهنة الطب والتمريض من أنبل المهن وأشرفها. فالمهنة الإنسانيّة التي يعمل بها من يحملون الرحمة في قلوبهم، ويتجوّلون كالملائكة بردائهم الأبيض، مخففين عن المرضى آلامهم وأحزانهم وأمراضهم، وزارعين البسمة على وجوههم، وساهرين على راحتهم، فلا تغفى أعين الأطباء قبل الاطمئنان على أولئك المرضى والتأكد من سلامتهم، لذا هم يعتبرون نصف شفاء الإنسان بعد الله بلطف أرواحهم التي تكون كالبلسم، وإنسانيّتهم العظيمة ورقة قلوبهم، وكذا تُعتبر مهنة التمريض من المِهن السامية والإنسانية؛ بسبب ارتباطها بصحّة الإنسان، والمحافظة على حياته، وتخفيف معاناته وإحساسه بالألم، ويسمى كلّ من يعمل في هذا المهنة بملاك الرحمة؛ وذلك للدور الإنسانيّ الذي يؤديه في المراحل العلاجية المختلفة، ومن الناحية الطبية فإنّ هذه المهنة تُحقق الشمول في الخدمات الطبية المُقدَمة، وتسعى بها نحو الكمال؛ فالطبيب هو الشخص الأول الذي يحسم طبيعة الحالة المرضية ويقرّر شكل ونوع علاجها؛ بينما يقع على عاتق المُمرض والممرضة متابعة الحالة الصحية للمرضى، واتّباع كلّ الوسائل المُمكنة لتخفيف أوجاعهم ومواساتهم.، وفي الآونة الأخيرة التي مرّ بها العالم وتلك الجائحة التي لم تسلم منها دولة في العالم اتضحت للملأ أهمية الأطباء والممرضين فهم بعد رعاية الله خط الدفاع الأول في مواجهة ذلك الفيروس الذي حيّر العالم، كل الشكر لوزارة الصحة السعودية على العناية والتوعية التي تقدمها. وعلى وسائل الإعلام أن تستمر في تقديم توعية للمواطنين بشأن كل ما يتعلق بالفيروس، وأن تقنعهم بأن يأخذوا الأمور بجدية وأن يدرك الجميع أن اكتشاف علاج ناجح وفعال لكورونا قد يستغرق شهوراً، وأن ما يحدث هو معركة كل البشرية، التي وحَّدها الفيروس مؤقتاً، باعتباره يستهدف الجميع بغض النظر عن لونهم وجنسهم ودينهم. ويبقى أملنا بالله قريباً بأن يزيح عنا هذا الوباء بقدرته وعزته.