يُعد فيروس «كوفيد - 19» الأخطر بعد فيروس إنفلونزا إسبانيا في عام 1920 الذي أصاب أكثر من عشرين مليون شخص في فترة وجيزة رغم كونها من عائلة الفيروسات التاجية لديها بروتينات شائكة على السطح. وبعضها يستخدم البشر كجسم مضيف وتُسبب نزلات البرد، والبعض الآخر يصيب الحيوانات، لأنها تشتمل فايروس سارس (متلازمة التهاب التنفسي) وفيروس مارس (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية)، لنراه قريباً إلينا من أحد مدخلات الأمراض وهو (الفم واللثة) والتي جاءت دراستها في مؤتمر بلندن حذر فيه الدكتور عميد خالد عبد الحميد استشاري طب الأسنان في جامعة لندن ورئيس التجمع الأنجلو - أميركي السعودي الطبي، من خطر انتشار فيروس كورونا «كوفيد - 19» بين المواطنين العرب، خاصة وأن 40 إلى 60 % تقريباً من المواطنين العرب يعانون من التهاب اللثة المزمن وغير المسيطر علية مما قد يعرض العالم العربي خاصة لخطر هذا الوباء القاتل. ويعاني نحو 100% من البالغين في جميع أنحاء العالم تسوس الأسنان والأمراض الأخرى التي تصيب دواعم الأسنان (اللثة) هي أكثر أمراض الفم شيوعًا، لذلك علقت لجنة الصحة بمقاطعة ويهان الصينية عمل جميع أقسام طب الأسنان وعياداتها وفقا لما نشرته وكاله "شينخوا الصينية"، وأنها ستحتفظ فقط بالموظفين اللازمين لجراحة الأسنان للتعامل مع الأوضاع الطارئة مثل الجروح والعدوى، تبعتها إيران بعدما أكد الباحثين لحالات الفايروس في البؤر الموبوءة في كل من مقاطعة ويهان في الصين وقم الإيرانية وكوريا الجنوبية وجنوب إيطاليا، أن الأشخاص المُصابين بالتهاب اللثة المزمن غير المعالج، هم أكثر عرضة للإصابة كورونا 19، بل والأكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي الحاد وبالتالي أكثر عُرضه للموت. ويعود سبب انتشاره السريع في تلك المناطق خاصة الصينوإيران، ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض اللثة المزمنة غير المُسيطر عليها، كون التهاب اللثة المزمن يتسبب بإذابة عظم الفك ما بين الأسنان مما يولد جيوبًا عميقة تكون مصدراً لملايين الجراثيم ومرتعاً خصباً لفيروس «كوفيد - 19» لينتقل منها إلى الرئتين، بعد تأثيرها على مناعة الشخص مما يجعله أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الشعب الهوائية، وقد تكون قاتلة لدخولها الغدد اللعابية، ومنها يصبح هذا المُصاب مصدراً لعدوى المُحيطين به. ولا ننسى أن المُصاب وطبيب الأسنان يتصلون وجها لوجه عن قرب، فماذا إذا أخفى المريض إصابته بالعدوى أو كان في فترة حضانة الفيروس؟، فإن ذلك سيفاقم بشكل كبير خطر الإصابة بالعدوى. ليكون ضرورياً على المجتمع الدولي، الدخول فى سباق مع الزمن لاكتشاف مصدر الفيروس وآلية انتقاله، والبحث فى تطوير لقاح مضاد له، وتقديم الدعم التكنولوجي لتحسين التشخيص والعلاج، خاصة وأن اعراض اللثة واسعة الانتشار في كل العالم وتختلف نسبة حدوثها بعض الشيء بحسب المنطقة الجغرافية، يصاب بها كافة الاعمار ماعدا سن الرضاعة وتزداد نسبة الاصابة بهذا المرض مع تقدم العمر، فمثلاً لا يملك نحو 30% من الناس من الفئة العمرية 65-74 سنة أسنانًا طبيعية، وفي نهاية فترة البلوغ تنخفض نسبة التهابات اللثة إلى 62% بسبب العوامل الموضعية والناحية الاقتصادية والتجميلية التي يهتم بها الشباب في هذه الفترة، حيثُ تُسجل 15% :20% من ذوي الأعمار المتوسطة (35-44 سنة) حالات شديدة من الأمراض التي تصيب دواعم الأسنان (اللثة) وتؤدي - ربما - إلى فقدانها، كما يُعاني 60 إلى 90% من أطفال المدارس في جميع أنحاء العالم تسوس الأسنان، ويختلف هذا المعدل من منطقة لأخرى.. حفظ الله عالمنا وصان بلادنا، وسلمت قياداتنا الحكيمة بقراراتها المانعة المنيعة. *رئيس قسم جراحة الفم والأسنان مشفى استر سند