أكد أخصائي طب وجراحة الأسنان، الدكتور عادل محمد السقا أن الأمراض المزمنة لها علاقة بالأسنان والأنسجة الداعمة لها، وأن عدد البكتيريا التي توجد في فم أي إنسان بشكل طبيعي تتراوح بين 600 و 700 نوع، معظمها غير مؤذ. وأكد السقا أن دفاعات الجسم الطبيعية والعناية الصحية الجيدة بالفم مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط يوميا تجعل هذه البكتيريا تحت السيطرة ومع ذلك يمكن أن تنمو البكتيريا الضارة في بعض الأحيان وتخرج عن نطاق السيطرة وتسبب العدوى عن طريق الفم مثل تسوس الأسنان وأمراض اللثة بالإضافة إلى استخدام بعض الأدوية التي تقلل تدفق اللعاب والتي تخل بالتوازن الطبيعي للبكتيريا في الفم وتجعل من السهل عليها دخول مجرى الدم. وأضاف السقا: من هنا يتضح لنا مدى ارتباط أمراض الفم والأسنان بالأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين، حيث تؤكد الدراسات الحديثة أن أكثر الناس عرضة للإصابة بأمراض اللثة وتسوس الأسنان هم مرضى السكري وهي نسبة مرتفعة في المملكة مقارنة بالنسبة العالمية. ومن تأثير ارتفاع سكر الدم على الفم يقول الدكتور عادل إنه توجد عدة تأثيرات وهي: جفاف الفم (العطش): وينجم عن نقص إفراز الغدد اللعابية مما يؤدي إلى إصابة الأسنان بالتسوس والتهاب اللثة. ضعف الأوعية الدموية الدقيقة ومنها أوعية اللثة والأنسجة الداعمة للأسنان، حيث تظهر بشكل نزيف وقلقلة أو خلخلة الأسنان خاصة الأمامية منها وبالتالي سقوطها الحتمي. حدوث خراجات لثوية متعددة ومتكررة نتيجة لضعف الجهاز المناعي للجسم. إصابة الفم بالفطريات خاصة على اللسان واللثة وباطن الخدين. وأوضح أخصائي طب وجراحة الأسنان أن أمراض اللثة تؤثر مباشرة على القلب لذلك أثبتت الدراسات الحديثة وجود علاقة أكيدة بين التهابات اللثة وأمراض القلب والشرايين وتساقط الأسنان، ويعد التهاب اللثة والتسوس السببان الرئيسان لفقدان الأسنان، حيث يصاب من 15 إلى 20% من البالغين من ذوي الأعمار المتوسطة (35-44 سنة) بحالات وخيمة من الأمراض التي تصيب (اللثّة) وتؤدي ربما إلى فقدان الأسنان، ويحدث التسوس نتيجة تحلل السكر الموجود في الأطعمة المختلفة التي نتناولها، والذي ينتج عنه نوع من الأحماض يعمل على تآكل الطبقة الخارجية للأسنان (المينا) مسببا تسوس الأسنان، بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية عام 2003، فإن مشكلات الفم والأسنان رابع الأمراض المكلفة علاجيا في الدول الصناعية وتزيد المشكلة لدى كبار السن بسبب جفاف الفم الناتج عن تناول بعض الأدوية. وأكد السقا أنه وجد ارتفاع ملحوظ بنسبة كولسترول الدم عند الأشخاص المصابين بالتهابات مزمنة في اللثة وقد فسرت هذه النتائج على أن وجود التهابات مزمنة في اللثة يؤدي إلى اضطراب مكافحة الجسم للأمراض ويشكل عبئاً على جهاز المناعة بشكل متواصل بحيث يضعف من محاربة الجسم للأمراض بالصورة الطبيعية المفترضة، كما أن هذه المستعمرات البكتيرية تعيش وتنهش في الأنسجة المحيطة بالأسنان وتفرز سمومها أثناء إقامتها الطويلة ومن ثم تعبر هذه البكتيريا من خلال الأوعية الدموية القريبة من مكان الالتهاب لتصل إلى القلب متى سنحت الفرصة لذلك. ونصح السقا بأن صحة الفم والأسنان وسلامة اللثة واللسان تضمن سلامة الجسم وتبقى الوقاية دائما خيرا من العلاج، وأنه يوجد بعض الاحتياطات الواجب الانتباه إليها عند المرضى المصابين بأحد هذه الأمراض أثناء زيارة عيادات الأسنان لإجراء خلع سن أو أي معالجة عميقة للسن لتجنب المضاعفات الخطيرة التالية لهذه الإجراءات منها: أن نبلغ طبيب الأسنان عن وجود هذه الأمراض ليقوم بالتغطية الوقائية بالمضادات الحيوية قبل وبعد العمل السني تجنبا لحدوث التهاب شغاف القلب (بطانة القلب). إيقاف مميعات الدم قبل يومين أو ثلاثة من إجراء العمل الجراحي. - استخدام المخدر المناسب لكل حالة. - التوقف عن التدخين. - الحفاظ على مستوى مستقر لسكر الدم عبر المراقبة الدورية وتناول الأدوية الموصوفة بشكل صحيح. - ممارسة الرياضة اليومية للحفاظ على ضغط الدم مستقراً. - تجنب التوتر النفسي والإجهاد البدني الزائد. - العناية الفموية الجيدة وبشكل يومي باستخدام الفرشاة والخيط السني والمسواك. تناول المأكولات التي تحتوي نسبة عالية من الألياف لتقوية أنسجة اللثة مثل الخبز الأسمر. تناول طعام صحي طازج يحتوي على جميع العناصر الغذائية الضرورية للجسم من فاكهة، وخضراوات، وبروتين، وبقوليات.